للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأويله ويقول: أن له سبعين بطنا. لا شك في أن جميع هؤلاء كفرة، مارقون من الدين مروق السهم من الرمية. وليس لدى هؤلاء الدعة دعاة الضلال من حجة سوى ما يزعمونه من الإلهام. والإلهام ما كان حجة عند غير الأنبياء في تقرير حقيقة من الحقائق، فإن للخصم أن يدعي الإلهام في إثبات النقيض، وإبطال ما ذهبوا إليه، إذ ليس إلهامهم بأولى من إلهام غيرهم. أما الميزان الصحيح في تحقيق الشرائع، وإثبات العقائد فهو العقل السليم، والمنطق المستقيم، والنقل الصحيح عن النبي المعصوم، الذي ثبتت نبوته بالأدلة القاطعة، والمعجزات الباهرة.

التشيع ستار لأعداء الإسلام:

ويقيني أن التشيع كان ستارا، احتجب وراءه كثير من أعداء الإسلام من الفرس، واليهود والروم، وغيرم ليكيدوا لهذا الدين، ويقلبوا نظام هذه الدولة الإسلامية، فقد كان الفرس يزعمون أنهم الأحرار والسادة، وأن ما سواهم من الأمم عبيد، وخدم، وكانت لهم الدولة من قديم الزمان، فلما بدل الله عزهم ذلا وصير ملكهم نهبا على يد العرب، الذين كانوا في نظرهم أقل الأمم خطرا، كبرت عليه المصيبة، وتعاظمت في نفوسهم البلية، فلم يطيقوا الخضوع للدولة الإسلامية، وأخذوا يعملون على أسقاطها، وتوهين شأنها حتى يعود إليهم مجدهم الضائع. ماذا يصنعون، وقد تبين لهم في الحروب أن المسلمين أصلب عودا منهم، وأقوى باسا وأشد شكيمة.

أخذوا يتحسسون أبواب الضعف عند المسلمين، فلم يجدوا بابا أنجح لهم من الحيلة والخداع. فأظهر جماعة منهم الإسلام، وانضموا إلى أهل التشيع مظهرين محبة أهل البيت، وسخطهم على من ظلم عليا رضي الله

<<  <   >  >>