للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه. ثم أخذوا يسلكون بهم مفاوز الفتن، والمهالك حتى أبعدوا كثيرا منهم عن التدين الصحيح، بما بثوه فيهم من العقائد الزائفة التي يدور معظمها على هدم قواعد الدين، والتحلل من تعاليم الإسلام، وأحكامه.

وأصل هذه الفتنة على ما ذكر المؤرخون، رجل يهودي يدعى عبد الله بن سبأ أظهر الإسلام، وغلافي حب علي، حتى زعم أن الله تعالى حل فيه.

وأخذ يؤلب الناس على عثمان رضي الله عنه. ومن هذه الأصول الملعونة -على حد تعبير ابن حزم- حدثت طائفتا الإسماعيلية، والقرامطة اللتان تجاهران بترك الإسلام جملة، وتقولان بالمجوسية المحضة.

انهالت هذه الكتائب الهائلة على الإسلام، فأجلبت عليه أول الأمر خيلها، ورجلها فردتها جيوش المسلمين مذءومة مدحورة. فالتمسوا الكيد له عن طريق الحيلة، فوجدوا إمامهم القرآن، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والذي تكفل الله سبحنه بحفظه. فجاءت شبههم نحو يفضحها ضوء الذبالة، أما التغيير والتبديل، فلم يجدوا إليهما من سبيل، وأما التأويل والرمز كقولهم السماء محمد، والأرض أصحابه والصلاة هي دعاء الإمام، ونحو ذلك من سخافاتهم فيمجها الذوق السليم. ولما فشلوا أمام القرآن، وجهوا همهم نحو السنة النبوية، فوجدوا مجالا عظيما للدس، وإلقاء الأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

من أكاذيب الشيعة:

أخذ هؤلاء المتشيعون أعداء الإسلام، يصنعون الأحاديث في أغراض شتى حسب أهوائهم ونحلهم. فمن ذلك أحاديث، وضعوها في مناقب علي يرفعون من قدره، وأخرى وضعوها في الحط من شأن معاوية، وبني

<<  <   >  >>