ومن الأساطير التي اشتهرت في تاريخ العراق القديم الأسطورة المعروفة باسم "ملحمة جلجامش أو الطوفان، ومع أن جلجامش قد ورد ذكره كأحد ملوك الأسرة الأولى في الوركاء؛ إلا أنه صار موضوعًا لعدة ملاحم وقصص كلها تصف أعماله ومغامراته وبطولته الخارقة. وأشهر هذه القصص تلك التي تتصل بالطوفان وهي أطول ملحمة في الشعر البابلي حيث كتبت على "١٢" لوحًا من الطين تحوي نحوًا من "٣٥٠٠" سطرًا وهي تتلخص في وصف جلجامش بالحكمة ومعرفة أخبار الأزمنة السابقة للطوفان وأنه سافر أسفارًا بعيدة، وهو بطل الآلهة الذي خلقته في أحسن صورة وقوة، ثلثاه إله والثلث الباقي بشر، وقد تعسف مع أهل الوركاء الذين استغاثوا بالآلهة، وهذه خلقت بطلًا قويًّا هو "أنكيدو" ليكون منافسًا لجلجامش، وتحدث بين الاثنين معركة ينتصر فيها جلجامش ثم يصبحان بعد ذلك صديقين، ثم يذهبان معًا في سفر طويل للحصول على الشهرة والمجد وينجحان في ذلك أولًا ثم يعودان إلى الوركاء، وهنا تحاول الإلهة عشتار إغواء جلجامش؛ ولكنه يحيد عنها فطلبت إلى والدها "آنو" إله السماء عقاب جلجامش فخلق هذا "ثور السماء" الذي أخذ يفتك بأهل الوركاء، وانبرى له الصديقان "جلجامش وأنكيدو" يصارعانه حتى قضيا عليه واحتفلا بنصرهما.
ثم تدور الدوائر عليهما وقد غضبت عليهما الآلهة فيمرض "أنكيدو" ويموت وهو في ريعان الشباب ويحزن عليه جلجامش ثم يمتلكه الخوف من الموت ويفكر في التخلص منه لكي ينال حياة خالدة، وهنا يذكر جده الخالد "أوتو نبشتم" فيذهب إليه ليسأله عن سر الخلود، ويصل