(٢) أخرج الحاكم (١/ ٩٩)، والترمذي (٢٦٥٣) عن سيدنا أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء" قال: فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول اللَّه؛ وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فواللَّه؛ لنقرأنه ولنُقرئنه نساءنا وأبناءنا؟! فقال: "ثكلتك أمك يا زياد؛ إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم؟! "قال جبير -أحد رواة الحديث-: فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت له: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ وأخبرته بالذي قال، قال: صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثك بأول علم يرفع من الناس: الخشوعُ، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلًا خاشعًا.