سقيا لعيش على جرعاء كاظمةٍ ... من بعده كم سقتني أدمعي جرعا
عيشي بوصلكم مثل الخيال مضى ... يَا لهف قلبِي عَلَيْهِ رقَّ فانقطعا
آهاً لقلبي فِي ليل الشَّبَاب غفا ... جهلا وَلم يتنبَّه للَّذي صنعا وَقَالَ أَن لَاحَ صبح اللَّيْل أيقظني ... قلت انتبه فضياء الشَّمْس قد سطعا
وَانْظُر لَهُ شمس أَوْصَاف سناه دنى ... للنَّاس حَيْثُ الْمحل الْأَعْظَم ارتفعا
بِهِ تشرفت القايات وانفردت ... فَمَا الْعرَاق مضاهيها لمن جمعا
قايات غايات فضلٍ غير أَنهم ... بِالْقَافِ سَهوا اعاضوا الْغَيْن فاتبعا
قَاضِي الْقُضَاة الَّذِي بِالْعَدْلِ آمتنا ... فالذئب للشاة خوفًا من سطاه رعى
الألمعي الَّذِي مرآه فكرته ... تريه بِالْعينِ وَجه الْحق ملتمعا
ويعبد الله كالرائي جلالته ... فطرفه من حَيا أَو خشيةٍ خشعا
وتر الصِّفَات بِهَذَا الْعَصْر مُجْتَهد ... فالشافعي بِلَا شكٍ بِهِ شفعا
فتوةٌ وفتاوى لَا نَظِير لَهَا ... تخاله فِي الندا وَالْعلم مخترعا
بحثت عَنهُ فنعمان منزلَة ... لَكِن مدى مجده عَن طَالب منعا
طباعه الْخَيْر بل مِنْهَا معادنه ... فالخير اجمعه من طبعه طبعا
حَدِيث سوءدده الْمَرْفُوع افرط فِي ... حسنٍ إِلَى أَن حَسبنَا أَنه وضعا
وأحرز السنبق للعلياء من قدمٍ ... وَإِنَّمَا ظن مَسْبُوقا اذ اتضعا
لَهُ يراعٌ اقام الشَّرْع اسمره ... كم مِنْهُ رنح خطياً وَكم شرعا
صحت أمامته بَين الورى فَلِذَا ... يَبْدُو لَهُم بحبير الحبر ملتفعا
يضيء بَين بنان يستهل ندى ... كالبرق من خَلفه صوب الحيا همعا
لَا عيب فِيهِ سوى سحر نوافثه ... أمست لألباب ارباب النهى خدعا
يَا شيخ الْإِسْلَام يَا قَاضِي الْقُضَاة وَمن ... تزينت بحلاه الرتبتان مَعًا
هنئتها رتباً عليا نصبت لَهَا ... بل هنئت مِنْك سامي الْقدر مرتفعا