يتلوه تَخْرِيج أصل الْفِقْه يتبعهَا ... تَخْرِيج أذكار رب قد دنا وَعلا
دنا برحمته لِلْخلقِ يرزقهم ... كَمَا علا عَن سمات الحادثات علا
فِي مُدَّة نَحْو كج قد مَضَت هملا ... ولي من الْعُمر فِي ذَا الْيَوْم قد كملا
سِتا وَسبعين عَاما رحت احسبها ... من سرعَة السّير سَاعَات فيا خجلا
إِذا رَأَيْت الْخَطَايَا أوبقت عَمَلي ... فِي موقف الْحَشْر لَوْلَا أَن لي أملا
تَوْحِيد رَبِّي يَقِينا والرجاء لَهُ ... وخدمتي ولاكثار الصَّلَاة على محمدٍ فِي صباحي والمساء وَفِي ... خطي ونطقي عساها تمحق الزللا
فاقرب النَّاس مِنْهُ فِي قِيَامَته ... من بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ كَانَ عَلَيْهِ مشتغلا
يَا رب حقق رجائي وَالْأولَى سمعُوا ... مني جَمِيعًا بعفوٍ مِنْك قد شملا
مَاتَ لَيْلَة السبت ثامن عشر ذِي الْحجَّة، سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة، وَدفن بالقرافة.
وَمن شعره:
ثَلَاث من الدُّنْيَا إِذا هِيَ حُصلت ... لشخص فَلَنْ يخْشَى من الضّر والضير
غنى عَن بنيها والسلامة مِنْهُم: ... وَصِحَّة جسم ثمَّ خَاتِمَة الْخَيْر
وَكتب الشريف صَلَاح الدّين الأسيوطي إِلَى شيخ الْإِسْلَام أبي الْفضل بن حجر ملغزاً فِي الْعقل:
أَلا يَا ذَوي الْآدَاب وَالْعلم والنهى ... وَمن عَنْهُم طابت صبا وَقبُول
فديتكم لم لَا نَفِيس نفوسكم ... تصونونه كَيْمَا يعز وُصُول
فَإِنِّي رَأَيْت الْفضل قد صَار كاسداً ... على أَن أهليه إِذا لقَلِيل
فَعَن رُؤَسَاء الْوَقْت عدّ وخلهم ... فَلَيْسَ إِلَى حسن الثَّنَاء سَبِيل
وَلَا تنس أَبنَاء الزَّمَان فشرحها ... يَسُرك مِنْهُم أَنه لطويل
خبرتهم قدماً فَمَا فيهم وفا ... بلَى عِنْدهم فِي الأفضلين فضول