سوى صَاحب يَا صَاح بِي مترفق ... وَذَاكَ لَهُ بَين الضلوع مقيل
يحِق لَهُ مني الصبابة أَنه ... قؤول لما قَالَ الْكِرَام فعول
يصاحبني فِي الْقَبْض والبسط دَائِما ... وَلَيْسَ لَهُ بَين الْأَنَام عديل
وَلَيْسَ بجسم مَعَ جَهَالَة قدره ... على أَنه للجسم سَوف يوءول
وَفِي طرده تَلقاهُ بِالْقَلْبِ سَاكِنا ... وَلَيْسَ لميل الْقلب عَنهُ ذُهُول
إِذا اقْتصّ مِمَّن قد جنى عَنهُ لم يكن ... وَفَاء وَقد صحَّت بِذَاكَ نقُول
لَهُ دِيَة كالنفس كَامِلَة إِذا ... وجوبا على الجانين حِين يحول
ويحسب حرف مِنْهُ نصف جَمِيعه ... وَفِي جمَّل الْحساب فِيهِ فُصُول
وَزَاد على عد الثَّلَاثِينَ ثلثه ... وَفِيه معانٍ للْبَيَان تطول
فَأجَاب شيخ الْإِسْلَام: الْحَمد لله واهب الْعقل:
أيا سيداً شيدت معاليه رفْعَة ... وَجَرت لَهَا فَوق السماك ذيولُ
لكم فِي الْعلَا وَالْفضل أَي نباهةٍ ... وللضد عِنْد العارفين خمول
أَتَانِي لغزٌ مِنْك لِلْعَقْلِ مدهشٌ ... قؤول لما قَالَ الْكِرَام فعول
تنظم فِي سلك البلاغة دره ... وَكم لَك عِنْدِي فِي القلائد لولو
يَقُول جَوَابا لإعتذاري تهكماً ... لأَنْت مليٌ بِالْجَوَابِ كَفِيل
نعم كَانَ لي ميلٌ إِلَى الشّعْر بُرْهَة ... وأبكار فكري مَا لَهُنَّ بعول
فشعب مني فكرتي عبء منصبٍ ... تحملته فِي كاهلي ثقيل
وَفصل قضايا فِي تفاصيل أمرهَا ... فُصُول وَكم عِنْد الْخُصُوم فضول
ومجلس إملاء وخطبة جمعةٍ ... ودرسٌ وتعليل لَهُ وَدَلِيل
حديثٌ. وَتَفْسِير وَفقه قوامها ... عقول تعاني فهمها ونقول
لمستنبطات الْفِقْه مستبطناتها ... تزور فَإِن لم أضبطن تَزُول
وطالب إسماع وفتيا وحاجة ... وطالب علم فِي البحوث سوءول
وَكلهمْ يَرْجُو نجاح مُرَاده ... ويصخب إِن أرجأته ويصول