ويشرق مَا بَين البنان كَأَنَّهُ ... سنا بارق من خَلفه الْغَيْث يسْكب
يُدِير طلا الْإِنْشَاء صرفا فننتشي ... ويسمعنا شدو الصريف فنطرب
تجاسر عود اللَّهْو يَحْكِي صريفه ... فَمن أجل هَذَا أصبح الْعود يضْرب
لَهُ الله من عالي السجية عذبها ... كَمَا انهل من صوب الغمائم صيب
تجانس مرباه البديع وَلَفظه ... فيا حبذا فِي الْحَالَتَيْنِ التأدب
طباع من الصهبا أرق ومنطق ... إِلَى الصب من ريق الحبائب أعذب
روى عَن سجاياه السخيات سهلها ... وَعَن سطوات الباس حزن وَمصْعَب
لِيهن الإِمَام الشَّافِعِي بِأَحْمَد ... فَتى مَاله إِلَّا الْفَضَائِل مَذْهَب
إِمَام لأشتات البلاغة جامعٌ ... يُقَاس بقس حِين يرقى ويخطب
فَقِيه إِذا رام الْكِتَابَة طَالب ... يفِيض لَهُ من عطاياه مطلب
وَقد حفظ الله الحَدِيث بحفظه ... فَلَا ضائعٌ إِلَّا شذى مِنْهُ طيب
وَمَا زَالَ يملي الطرس من بَحر صَدره ... لآلىء إِذْ يملي علينا ونكتب
فأظهر فِي شرح الصَّحِيح غرائباً ... يشرق طوراً ذكرهَا ويغرب
وبارئه بِالْفَتْح مِنْهُ أمده ... لسبل الْهدى بَاب صَحِيح مجرب
وَلَا أنس إِذْ بالتاج والقرط تجتلى ... عرائسه وَالْحسن لَا يتحجب
واجمع من فَوق البسيطة أَنه ... فريد فجهل الحاسدين مركب
أسيدنا قَاضِي الْقُضَاة وَمن بِهِ ... تهنى ولاياتٌ ويغبط منصب
وَيَا وَاحِدًا قد زَان علياه أربعٌ ... تقى وعلومٌ واحتشامٌ ومنسب
توليتها بِالْعلمِ لَا الجاه رُتْبَة ... غَدَتْ بك تزهى من فخار وتعجب
وَفِي رَجَب وافت إِلَيْك فآذنت ... بأنك فردٌ فِي البرايا مرجب
ومذ كنت اكفى النَّاس قاطبة لَهَا ... أَتَت بابك العالي لمجدك تخْطب
وَأَنت بِمَا وليت أولى وانت بَال ... معارف وَالْمَعْرُوف أدرى وأدرب
وكل غمام غير فضلك مقلعٌ ... وكل وميض غير برقك خلب
نعم وعَلى علياك نعقد خنصرا ... ونبسط فِي قصد المساعي ونرغب