ونبغي بمغناك الْغَنِيّ فلاجل ذَا ... تراني بموصول المديح أشبب
فَخذ من ثنائي كالكوءوس محبباً ... وكأس الثنا عِنْد الْكِرَام محبب
بجودك سعر الشّعْر فِي النَّاس قد غلا ... إِلَى أَن غَدَتْ أوزانه تتسبب
وَلَيْسَ يُسَاوِي قدرك العالي الثنا ... وان أوجز المداح فِيهِ وأطنبوا
وَإِنَّا لنَرْجُو الْعَفو مِنْك لهفونا ... فَمَا زلت تعفوا حِين نهفوا ونذنب
بقيت شهاباً فِي سما الْفضل طالعاً ... وبدرك وضاح الثنا لَيْسَ يغرب
وعشت لمجد تستجد بناءه ... وَحسن ثَنَاء عَن معاليك يعرب
وَقَالَ يمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
نعم بامتداحي اكرام الْخلق ابدأ ... نَبِي بذكراه المدائح تهنأ
نَبِي كريم جود كفيه أبحر ... وأنفاسه الغر النفائس لُؤْلُؤ
نَبِي علا حَتَّى تشرفت الْعلَا ... بأقدامه إِذْ زانها مِنْهُ موطئ
كَأَن الثريا شابهت موطئاً لَهُ ... فأمسى لَهَا راس الْهلَال يطأطى
فجل الَّذِي أنشأ بديع صِفَاته ... وحلى بَيَانا فِي مَعَانِيه ينشأ سراج مُنِير موضح سبل الْهدى ... على أَنه طول المدى لَيْسَ يطفأ
ويكيفيه آيَات الْكتاب فَإِنَّهَا ... لآيَات حق بِالنُّبُوَّةِ تنبئ
هِيَ الشَّمْس لَا تخفى اضاءتها سوى ... على أكمه لَا بل من الشَّمْس أَضْوَأ
وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ويخدمه مِنْهَا ظلال تفيأ
لَهُ الشَّمْس ردَّتْ وَهِي مشرقة الضيا ... كَأَن سناها نوره المتلألئ
وأروى الظما كالنيل عذباً مهطرا ... أَصَابِعه حَتَّى ارتووا وتوضّوءا
سخا ومحى شكوى قَتَادَة فاغتدى ... بجدواه شاكي الدّين وَالْعين يبرأ
وَيَوْم الظما لَا مورد غير حَوْضه ... فَمن يسقى من شربة لَيْسَ يظمأ
أَلا يَا رَسُول الله وَالرَّحْمَة الَّتِي ... بهَا يدْفع الله الْعَذَاب ويدرأ
إِلَيْك التجائي من ذنُوب هِيَ الردى ... فَمَا لي أَن أقصيت فِي الْحَيّ ملْجأ