مَوْلَانَا بالمملوك عِنْد هَذِه المجاراة بِأَنَّهُ يكبر من وَرَاء الصَّفّ بِلَا شُبْهَة. وَكَأَنِّي بمولانا والعافية قد أَصبَحت مشيدة، والرعدة قد ولت عَن الْجَسَد الشريف شريدة، والألم قد قَالَ هَذَا فِرَاق بَيْنك وبيني، والسقم قد عرض حمله فَقَالَ إِنْسَان المليحة على عَيْني، وَقد سطر الْمَمْلُوك هَذَا الْجَواب يَدَيْهِ لَيْلًا وَالْيَد تاركة، وَطَرِيق خاطره بالفكر سالكة، وَالنُّعَاس قد ترك الشمعة الضاحكة، فِي الْعين حالكة. وَلَعَلَّه لَا يَفِي بِإِعَادَة التَّأَمُّل لما كتبه، وَبِاللَّهِ يقسم لقد آثر حَظّ قلبه فِي خطاب مَوْلَانَا على حَظّ عينه من الْكرَى فحجبه. وَهُوَ يسْأَله بسط الْعذر عِنْد الْوُقُوف عَلَيْهِ، وَالصَّدَََقَة بستر مساويه بعد النّظر إِلَيْهِ. ويرجوان ان يصبح بِصِحَّتِهِ المحبون لَهُ سَالِمين من الْغَيْر حَتَّى لَا يعتل فِي أَيَّامه إِلَّا النسيم، وَلَا يرى هزة إِلَّا من الجفن والخصر السقيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَكتب الشهَاب الْحِجَازِي إِلَى الشهَاب ابْن الشَّاب التائب ملغزا فِي خَاتم: الْحَمد لله عَالم الْغَيْب، وساتر الْعَيْب. سَأَلتك أعزّك الله شهَاب النجبا، وَخَاتم الأدبا، فاتح مقفل كل معمى ومخباً، ربيب الْآدَاب، كهل الْأَدَب شيخ الْكتاب، أَخُو البلاغة، ابْن البراعة، أَبُو التقى، آدام الله تَعَالَى لَهُ البقا، عَن شخص راق فِي المرأى لكل رائي، يضيء كَالْكَوْكَبِ، ويدور كاللولب. حسن الصِّفَات والنشآت، سَاكن كثير الحركات، صَامت لَا ينْطق يُؤْخَذ مِنْهُ عدَّة لُغَات. يُورث وَيَرِث، ويتصبب وينبعث.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute