مُعْجم، وان أنقصته من حُرُوفه تمّ. ذكر فِي الْقُرْآن، وَحَمَلته يَد سيد ولد عدنان، ويهواه كل إِنْسَان، ونبهت على فَضله الْكُهَّان والرهبان، وَمَا اخْتلف فِي حبه اثْنَان. سَاكِت صَامت كالأبله، يَدُور على مَا لم يصنع لَهُ. فَهُوَ لعمري سَاكن ومأوى، وَفِي بعض الأحيان يصدى ويروى. وَمَتى تصدى لأمر مَا ظهر وتجلى، وَمَا ذاق أحد مرَارَة البوءس وَصَحبه بعد إِلَّا تحلى، فلينعم سَيِّدي حفظه الله تَعَالَى بِالْجَوَابِ من الفاظه العليه، تفضلا على هَذِه الْفقر الفقيرة من الْحَلَاوَة وان كَانَت خليه. وليصفح عَن اللِّسَان العيي، والجنان الْحَيِي، وَالله تَعَالَى يَجعله فِي حسب خَاتم الْأَنْبِيَاء وَسيد الأصفياء.
فَأجَاب والغز لَهُ فِي مسك: الْحَمد لله عَالم الخفيات. سَأَلتنِي رعاك الله تَعَالَى برعايته أَيهَا الشهَاب الْمُضِيّ، وَمن لَهُ فِي سَمَاء البلاغة سرعَة السّير والمضي، من لم يزل مَالك أزمة الْأَدَب ومملكها، وسالك طرق الْفَضَائِل ومسلكها، محلي بنان الْبَيَان وأجياده، ومروض الصعب من جِيَاد الْمعَانِي حَتَّى يستسلم لقياده، محرك بلابل الخواطر ومهيجها، وملقح عقيم الأفكار بمقدمات مسَائِله ومنتجها، عَن شخص خف على يَد حامله، حَتَّى علق بأنامه. كثير التَّحَوُّل والانتقال، يذهب من ذَات الْيَمين إِلَى ذَات الشمَال. ترَاهُ مَعَ صَاحبه طوع يَدَيْهِ، فَمَتَى أَرَادَهُ لم يلو عَلَيْهِ. يجود لَهُ بنضاره ولجينه، ويمنحه الِاحْتِمَال وَلَو دخل إصبعه فِي عينه. يتلَقَّى الصَّبْر على من هجر، بقلب من حجر. يُؤثر صحبته المتحلي، وَرُبمَا يجله عَن المرافقة المتخلي. يصحب المتوضي لَا الْمُتَيَمم، ويزين الْعَالم والمتعلم. لم يتقن من النَّحْو إِلَّا بَاب الظّرْف، وَكثير من أَبنَاء جنسه مشتغل بفن الْحساب وَالصرْف. نسبته إِلَى الْغَزالِيّ اشهر من نِسْبَة الْأَحْيَاء بل انتسابه لنَبِيّ الله سُلَيْمَان انشر شهرة وَأَحْيَا. من فضائله انه