سنه وهو في آخر أيام حياته. وفي هذا قدح به واتهام له بأنه منافق.
ب ـ لم يعرف عن الأشعري الجبن والخوف، وقد مكث معتزلياً عشرات السنين، ولم يؤلف في تلك الفترة ما يخالف الفكر المعتزلي. تقيةً من الحنابلة، مع أنهم في فترة كونه معتزلياً كانوا في أوج مكانتهم ـ أي الحنابلة ـ، فكيف يقال أنه ألف هذا الكتاب وقاية منهم ـ أي الحنابلة ـ؟ وفي هذا قدح في أبي الحسن، وبأنه منافق وإلا فمن يثبت بأن بينه وبين الحنابلة عداوة؛ بل هو أثبت في الإبانة وفي المقالات بأنه تابع للإمام أحمد ـ رحمه الله ـ فلو كان منافقاً لما كرر الكلام في كثير من المواطن، فلقد كان يكفيه أن يقول ذلك مرة واحدة، ويعلن الانتساب دون نصر المذهب.
جـ ـ ثبات الأشعري على الاعتزال عشرات السنين في وقت ضعفت فيه مكانة المعتزلة دليل على أن الرجل لا ينافق ولا يمالئ ولا يخادع. وهذه حجة ينقطع دونها كلام الحاقدين على الرجل الطاعنين في دينه.
د ـ لم ينقل هذا الخبر عن أحد مِنْ أتباع الأشعري، وإنما روج له أحد خصومه الذين انبرى لهم أحد الأشاعرة الذين لا يشك أحد بأشعريتهم، وهو الحافظ ابن عساكر (١) فلو كان ما قاله صحيحاً لأقره ابن عساكر أو سكت عنه أو على الأقل لم يرد على هذه الفرية.