(٢) في ب. و. إن. (٣) الاستواء معناه في اللغة: إذا عدي بعلى فيقتضي العلو والارتفاع. وقد ذكر ابن القيم في النونية: بأن له أربعة معانٍ وهي: استقر على العرش وصعد على العرش وارتفع على العرش وعلا على العرش، انظر النونية (١/ ٢١٥). قلت: ومؤداها واحد، والعرش يأتي بمعنى السقف ويأتي بمعنى: سرير الملك، انظر معالم التنزيل (٢/ ١٣٧)، والصحاح (٣/ ١٠٠٩). (٤) أجمع أهل السنة والجماعة على أن الإستواء صفة فعلية ثابتة لله، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، وبأن الله مستو على عرشه بائن عن جميع مخلوقاته استواءً حقيقياً على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، لاكاستواء المخلوقين فليس هو محتاجاً إلى العرش، بل العرش مخلوق من مخلوقاته دون خوضهم في كيفيته؛ لذا عندما سئل الإمام ماللك عن الكيفية في الاستواء، أخذته الرحضاء، ثم قال للسائل: " الرحمن على العرش استوى، كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، والكيف عنه مرفوع، وأنت صاحب بدعة، فأخرجوه" اخرجه البيهقي في الأسماء (٢/ ٣٤) برقم (٨٦٦)، وابن عبدالبر في التمهيد ٧/ ١٥١. وجَوَّدَ إسناده الحافظ في الفتح (٣/ ٤٠٧) الرحضاء - عرق شديد يغطي الجسد- انظر مجمل اللغة (٢/ ٤٢٤)، وقال شيخ الإسلام رواه الثقات عن مالك، وأورد الخبر بصيغة آخرى. انظر بيان التلبيس ٣/ ٣٨٢. وأورده الذهبي في العلو، حديث (٣٤٤)، وقال عقيبه: هذا ثابت عن مالك وهو قول أهل السنة قاطبة، بألا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، وقد حكى الإجماع على صفتي العلو والاستواء شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ١٦/ ١١٠ و ٣٩٦ و ٣٩٧ و ٢/ ٢٩٧ و ٣/ ١٤٢، والدرء ٧/ ٢٦ و ٢٧، ومنهاج السنة ٣/ ٣٤٧، ومجموع الرسائل ١/ ١٨٣، كما حكاه الدارمي في نقضه ١/ ٢٢٨ والرد على الجهمية ٣٥ - ٣٧، وابن أبي شيبة في العرش ص ٢٩١، وابن عبدالبر في التمهيد (٧/ ١٣١ و ١٣٤ و ١٣٨ و ١٤٥)، وقوام الدين الأصفهاني في الحجة في بيان المحجة (٢/ ٢٥٩)، وانظر الإنكار في الرد على المعتزله (٢/ ٦١٦)، وأورد الذهبي نقل الباقلاني للإجماع كما حكاه في كتابه الإبانة انظر: العلو (٢/ ١٢٩٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات ٢/ ٣٠٤، والآثار الواردة عن عمر بن عبدالعزيز ١/ ٣٢٧، كما نقل الخلال في السنة أقوال جمع من أهل العلم ١/ ٢٦٠، واللالكائي ١/ ١٧٧،، وانظر ذم التأويل لابن قدامة ص ٤٦، ٤٥ والقرطبي ٩/ ٢٣٨ عند تفسير سورة الأعراف آية ٥٤، وانظر فتح الباري (١٣/ ٤٠٦ - ٤٠٧). وقد أول صفة الاستواء المعتزلة ومتأخرو الأشاعرة حيث فسروه بالاستيلاء. انظر الإرشاد للجويني (ص ٤٠)، والاقتصاد للغزالي (ص ٣٨). وشرح الأصول الخمسة (ص ١٢٦).