للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأبادي (١) وبين بأن في إيراد هذا القول ونسبته للإمام أبي حنيفة كافياً لرد هذه الزيادات واستدل على قوله بما يلي:

الشبهة الأولى: أن العلماء الأحناف مُتَّفِقُون على عدم خلق القرآن وعلى تكفير القائمين بخلقه (٢).

قلت: ولا شك بأن هذا هو المعروف عن الأئمة الأحناف والمشهور عنهم، وقد تتابع العلماء على نقل ذلك عنهم. فمثلاً: الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ أثبت في عقيدته بأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ككلام البرية (٣). وهو من أئمة الأحناف، كذلك قال أبو يوسف (٤). حيث قال: من قال: القرآن مخلوق ففرض منابذته (٥)، كذلك نقل هذا القول عن محمد بن


(١) بحثت عن ترجمته فلم أجد، ولكن الأقرب ما ذكر في معجم المؤلفين بأنه حيدر بن علي بن محمد الفيض أبادي، الهندي الحنفي المتكلم فقيه، من آثاره (منتهى الكلام) في الرد على الشيعة في مجلدين ضخمين، توفي سنة ١٢٥٠ هـ. انظر معجم المؤلفين ٤/ ٩٢.
(٢) انظر الضميمة ص ٤.
(٣) انظر شرح العقيدة الطحاوية ١/ ٢٥٤.
(٤) هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المعروف بأبي يوسف صاحب أبي حنيفة ولي القضاء لثلاثة خلفاء: المهدي ـ والهادي ـ والرشيد، قال عنه الإمام أحمد والإمام يحيى بن معين: ثقة. توفي ـ رحمه الله ـ في بغداد سنة ١٨٢ هـ ـ وقيل ١٨١ هـ. انظر الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٣/ ٦١٢، ووفيات الأعيان ٦/ ٣٨٧، والنجوم الزاهرة ٢/ ١٠٧.
(٥) أخرجه اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة ٢/ ٧٩، والخطيب في تاريخه ١٤/ ٢٥٣، كما أورده الذهبي في العلو ٢/ ١٠٠٢.

<<  <   >  >>