للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: من شككوا بصحة نسبة الكتاب]

ولكن مع وجود هذا الكم الهائل من المثبتين، إلا أنه وجد من شكك في الكتاب من خلال أقوال عدة:

القول الأول: هناك من شكك في المطبوعات وليس في أصل الكتاب، فهو يقر بأن الأشعري ألف الإبانة، ولكن ما طبع من الإبانة فهو محل نظر عنده، ويمثل هذا التيار الكوثري، حيث قال: إن النسخة المطبوعة في الهند نسخة مصحفة محرفة، تلاعبت بها الأيادي الآثمة، فتجب إعادة طبعها من أصل وثيق (١). قلت: وإن كان يقر على وجود بعض الأخطاء والتصحيف في طبعة الهند، أيُوافق على أنها أخطاء، لكنها لا تتعدى تصحيفاً في النقل أو أخطاء مطبعية، لا تصل بحال من الأحوال أن تكون متعمدة من أجل تغيير الموضوع؟ ولعل نشأة التشكيك عنده لأن هذا الكتاب الذي سلك فيه مؤلفه منهج السلف الصالح في الإثبات مخالفاً لما عليه الكوثري في النفي والتعطيل والتأويل والتجهم.

القول الثاني: هناك من شكك في أصل الإبانة، وكان منشأه فهمًا خاطئًا، فأظهر التناقض. ويمثل هذا التيار: عبد الرحمن بدوي، حيث قال: إننا نشكك كثيرا في صحة نسبة الإبانة (٢). ولم يبين سببًا مقنعًا للشك؛ بل إنه أظهر التناقض


(١) انظر تعليقه على تبيين كذب المفتري ص ٣٥ هامش ١.
(٢) انظر ص ٥٣٣، مذاهب الإسلاميين.

<<  <   >  >>