أ- إننا لم نجده في الإثباتات الثلاثة، ويقصد هنا: ما أورده الأشعري في العمد، وما ذكره ابن فورك في أسامي كتب الأشعري، وما استدركه ابن عساكر عليه. ثم أعلن استغرابه عندما ذكر مكانة الكتاب عند الأشاعرة، وأن الصابوني رحمه الله - ما كان يخرج للدرس إلا والكتاب معه. ثم أزال الإشكال بنفسه عندما قال: إن ابن عساكر يعرف بأن كتاب الإبانة للأشعري، وإن عدم وروده كان بسبب خطأ من الناسخ.
ب- ثم أثار مشكلة ثانية: وهي أن ابن النديم لم يورده في أسامي كتب الأشعري، مع أنه يعلم أن ابن النديم، لم يكن هدفه استقصاء كتب الأشعري، ولذا اكتفى بذكر خمسة كتب، مع أن بدوي ذكر العشرات منها، ولم يذكرها ابن النديم في كتابه، فلماذا انحصر شكه في الإبانة فقط؟! ثم قدم البدوي خدمة جليلة لمثبتي الإبانة من حيث يدري أو لا يدري، عندما قال: إن ابن النديم ذكر من أسماء كتب الأشعري كتاباً بعنوان: التبيين عن أصول الدين. وهو عنوان لم يورده الأشعري في العمد ولا ابن فورك ولا ابن عساكر، فمن المحتمل أن يكون هو نفسه الإبانة عن أصول الديانة خاصة وأن التشابه شبه تام بين العنوانين (٢). وأنا أؤيده في هذا القول لأنه ليس هناك ما يمنع أن يكون ابن النديم عبر عن اسم الكتاب، بمضمونه لا بعنوانه الأصلي. فهذا محتمل قريب جداً.