للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب] (١) الكلام في عذاب القبر

وأنكرت المعتزلة (٢) عذاب القبر وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من وجوه كثيرة، وروي عن أصحابه رضي الله عنهم، وما روي عن أحد منهم أنه أنكره ونفاه وجحده، فوجب أن يكون إجماعاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

١ - وروى أبو بكر بن أبي شيبة (٣) قال: حدثنا


(١) ما بين القوسين زيادة من باقي النسخ.
(٢) قلت: وتعميم إنكار المعتزلة لعذاب القبر فيه نظر حيث أثبته القاضي عبدالجبار عندما قال: فصل في عذاب القبر: وجملة ذلك أنه لا خلاف فيه بين الأمة، إلا شيئاً يحكى عن ضرار بن عمرو وكان من أصحاب المعتزلة ثم التحق بالمجبرة؛ ولهذا ترى ابن الرواندي يشنع علينا، ويقول: إن المعتزلة ينكرون عذاب القبر ولا يقرون به. ثم ذكر كلاماً أثبت من خلاله عذاب القبر ورد على المنكرين. انظر شرح الأصول الخمسة ٧٣٠ - ٧٣٤، كذلك وجدت الزمخشري في تفسيره «الكشاف» عند تفسيره للآية (٤٦) من سورة غافر. قال: ويُستدل بهذه الآية على إثبات عذاب القبر، انظر: الكشاف ٣/ ٤٣١، والزمخشري كما هو معروف من المعتزلة، ولذا فيجب التثبت والتأكد. والله أعلم. وللمزيد انظر ص ٤٣٦.
(٣) أبو بكر بن أبي شيبة: هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم، أبو بكر بن أبي شيبة، قال أحمد بن حنبل: «صدوق»، ووثقه العجلي وأبو حاتم وابن خراش. مات في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين. انظر: «الجرح والتعديل» (٥/ ١٦٠)، و «الثقات» لابن حبان (٨/ ٣٥٨)، و «تهذيب الكمال» (١٦/ ٣٤).

<<  <   >  >>