للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب الكلام في الإرادة والرد على المعتزلة في ذلك (١)

١ - يقال لهم: ألستم تدَّعون (٢) أن الله عز وجل لم يزل عالماً؟ فمن قولهم (٣). نعم. قيل لهم: فلم لا قلتم: إن من لم يزل عالماً أنه لا يكون (٤) في وقت من الأوقات، فلم يزل مريدًا ألا يكون (٥) [في ذلك الوقت. وما لم يزل عالمًا، أنه لا يكون، فلم يزل مريداً، ألا يكون في ذلك الوقت] (٦).


(١) صفتا الإرادة والمشيئة صفتان فعليتان ثابتتان لله، والإرادة نوعان:
أ. إرادة كونية وهي بمعنى المشيئة ولابد أن تقع، وليست بالضرورة أن تكون محبوبة لله، بل قد يريد الله - عز وجل - أمراً وهو مكروه عنده شرعاً كالكفر.
ب. إرادة شرعية بمعنى المحبة فإنها متعلقة بالمحبوب له سبحانه وإن لم يقع، وقد أجمع أهل السنة على إثبات صفة الإرادة لله، انظر مجموع الفتاوى ٨/ ٤٥٩، والأصفهانية ص ٢٠، وانظر العلو للذهبي ٢/ ١٠٥٥، والصابوني في اعتقاد أئمة أهل الحديث ص ١٦٥، والأشعري في رسالته إلى أهل الثغر ص ٢١٤، والأصبهاني في كتابه الحجة ١/ ٢٤٤، ٢٣١، وانظر في الانتصار في الرد على المعتزلة ٢/ ٣٤٢، والاقتصاد ص ١١٩.
(٢) في ب. تزعمون.
(٣) جميع النسخ فمن قولهم نعم، والمعنى هنا مضطرب، والسياق يقتضي [فإن كان قولهم] ليستقيم المعنى ويزول اللبس، ولكن أثبت ما أثبته المؤلف.
(٤) في. و. أن يكون.
(٥) في ب. و. أن يكون.
(٦) ما بين القوسين زيادة من هـ. ب. و. مع اختلاف طفيف في الألفاظ.

<<  <   >  >>