من أهم الأمور التي تلفت النظر، والتي تميز بها الإمام الأشعري في كتابه الإبانة قلة المصادر التي يستقي منها، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن المؤلف يؤسس لِمَنْهَجٍ عَقَدِيٍّ يناقش من خلاله المعتزلة والجهمية أصحاب المذهب العقلي الفاسد، فحرص على مقارعة الحجة بالحجة، ومع تميزه عنهم بسلامة منهج الاستدلال العقلي عنده؛ لأنه استقى ذلك من الكتاب والسنة. ومن هنا أستطيع القول: أن مصادر الإمام الأشعري هي:
أولاً: القرآن الكريم: حيث يلحظ القارئ أن الأشعري قد اعتمد على المئات من الآيات القرآنية في الاستدلال؛ محتجاً بها على خصومه.
ثانياً: السنة المطهرة: كما أن من مصادره التي اعتمد عليها السنة النبوية، حيث أورد العشرات من الأحاديث، وإن كان لم يعتمد على المصادر الأساسية في غالب نقوله. فلم ينقل من صحيحي البخاري ومسلم، ولا من بقية الكتب الستة. وإن كانت غالب الأحاديث التي اعتمد عليها أصولها في الصحيحين وبقية الكتب الستة. ولعلي هنا أذكر