للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠ - وأن له يدين (١) بلا كيف، كما قال {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٢)، وكما قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (٣).


(١) أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات أن اليدين من الصفات الذاتية الخبرية الثابتة لله - عز وجل-، انظر الإجماع فيمن نقل الإجماع مجموع الفتاوى ٤/ ٧٤، والعلو للذهبي ٢/ ١٢١٦ ورسالة الأشعري إلى أهل الثغر ص ٧٢ والشريعة ٣/ ١١٧٨ ورسالة السجزي ١٧٣ وعقدية السلف أصحاب الحديث ص ١٦١ و ١٦٢ والاقتصاد إلى الاعتقاد ص ١١٦ - ١١٨ وقد أول البعض اليدين بأنهما القدرة والنعمة انظر في ذلك كتاب إزالة الشبهات عن الآيات والأحاديث المتشابهات ص ١٤٤ - ١٥٩. وقد ادعى بعض المتكلمة الإجماع على تأويل الآية، ومن ذلك ما ذكره أبو سليمان الدمشقي أن الإجماع قد ورد بأن تفسير قوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يونس: ٢٦] أي: مما أوجدناه بقوتنا وقدرتنا. انظر زاد المسير ٧/ ٣٨، ومما نقله أيضاً الإمام الجويني (انظر الإرشاد ١٤٦) ولم يذكر فيه الإجماع، وإنما نقله عنه شارح الإرشاد أبو القاسم النيسابوري، وليس لمن أوردوا هذا الإجماع مستندٌ شرعي، وإنما قد يسوغ في اللغة والعرف، ناهيك على أنهم ذكروا أن هذا مما أجمع عليه علماء التفسير وهذا خطأ في النقل بين ويخالفه ما أورده أئمة التفسير في كتبهم، كابن جرير في تفسيره ٢١/ ٢٣٩، بل أئمة المتكلمة على إثبات هذه الصفة كالأشعري في كتابه هذا والباقلاني في التمهيد ٢٥٨ أثبتاها من غير تأويل، وإنا أوردت هذا الإجماع المزعوم كيلا ينخدع به من يطلع عليه فيظنه إجماعاً حقيقياً.
(٢) سورة ص، جزء من آية: [٧٥].
(٣) سورة المائدة، جزء من آية: [٦٤].

<<  <   >  >>