وهناك من أهل العلم من ذكر وجود طائفة تطعن في صحة الرؤيا وتزعم أنها ليست بشيء دون أن يسميهم، ومن هؤلاء صديق حسن خان والذي قال: «والرؤيا من الله تعالى وحي حق، إذا رأى صاحبها في منامه ما ليس ضغثاً، فقصها على عالم وصدق فيها وأولها على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف، والرؤيا تأويلها حق وقد كانت الرؤيا من الأنبياء وحيا. فأي جاهل أجهل مما يطعن في الرؤيا ويزعم أنها ليست بشيء، وبلغني أن من قال هذا القول لا يرى الاغتسال في الاحتلام (انظر: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ص ١١٩). وخلاصة الأمر أن بعض المتكلمين قد شكك في صحة أمر الرؤيا، وذهب إلى أنها مجرد أوهام وأضغاث أحلام، وممن قال بذلك نفر من الجهمية، وبعض المعتزلة - وليس المعتزلة جميعاً - أما أهل السنة وأصحاب الحديث فهم - كما ذكر الأشعري هنا - يصححون كثيراً من الرؤى، ويرون أن لها تفسيراً. والخلاصة: أن سبب إنكارهم للرؤيا بسبب إنها تخيلات وتوهمات من وجهة نظرهم الضالة.