للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم: أخبرونا عن قوله عز وجل: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أتزعمون أنه يدركها لمساً وذوقاً بأن يلمسها. فمن قولهم: لا فيقال لهم: فقد انتقض (١) قولكم: إنَّ قوله: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} في العموم كقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}.

٢٨ - سؤال: إن قال قائل منهم: إن البصر في الحقيقة هو بصر العين لا بصر القلب قيل له: ولم زعمت هذا. وقد سمى أهل اللغة بصر القلب بصراً، كما سموا بصر العين بصراً؟ وإن جاز لك ما قلته جاز لغيركم أن يزعم أن البصر في الحقيقة هو بصر القلب دون العين، وإذا لم يجز هذا فقد وجب أن البصر بصر العين وبصر القلب.

٢٩ - جواب (٢): ويقال لهم: حدِّثونا عن قول الله عز وجل: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} ما معناه؟! فإن قالوا: معنى يدرك الأبصار وأنه (٣) يعلمها.

قيل لهم: وإذا كان أحد الكلامين معطوفاً على الآخر، وكان قوله عز وجل (٤): {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} معناه يعلمها، فقد وجب أن يكون


(١) في ب. جـ: انقضى.
(٢) في. د. و. مسألة.
(٣) في باقي النسخ أنه. بدون الواو.
(٤) في. د. تعالى.

<<  <   >  >>