(٢) في هذا الرد على متأخري الأشاعرة الذين يزعمون أنه إمامهم لأنهم يقولون الغضب هو أداة الانتقام أو هو الانتقام، كما إنهم يقولون الرضا أداة الإنعام أو هو الإنعام، فقولهم هو الانتقام أو أداة الانتقام معناه أنه مخلوق، وقد يفهم بعض أهل العلم من هذا الكلام أن الأشعري -رحمه الله- يقر هنا عقيدة الموافاة، وهذا ليس بصحيح لأن كلامه هنا ليس بصريح في هذه المسألة، لأنه هنا يحتج عليهم في هذه المسألة، وما يؤكد أنه لا يقول بعقيدة الموافاة، أنه نسبها في كتابه المقالات لعبدالله بن كلاّب عندما قال: «وهذا شرح قول عبدالله بن كلاَّب في الأسماء والصفات. انظر المقالات ص ١٣٨. وهو في المقالات ينتسب إلى أهل الحديث فعدم نسبته هذا القول لأهل الحديث دليل على عدم اعتقاده به؛ لأنه لو كان يعتقد به لنسبه لأهل السنة لأن منهجه في المقالات يقوم على إيراد أقوال المبتدعة جملة وما كان من أقوالهم موافقاً لأهل السنة أورده عند إيراد أقوال أهل السنة وما كان مخالفاً تركه. (٣) سورة النحل، آية: [٤٠].