للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠ - الجواب: عن ذلك أن الله عز وجل قال: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (١) فإنما عنى ما ترى في السموات من فطور (٢)؛ لأنه ذكر خلق السموات ولم يذكر الكفر، وإذا كان هذا على ما قلنا بطل ما قالوه، والحمد لله رب العالمين.

١١ - جواب (٣): ويقال لهم: هل تعرفون لله عز وجل نعمة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه خُصَّ بها دون أبي جهل (٤) ابتداءً؟ فإن قالوا: لا، فَحُشَ قولُهم. وإن قالوا: نعم، تركوا مذهبهم؛ لأنهم لا يقولون: إن الله خص المؤمنين في الابتداء بما لم يخص به الكافرين.


(١) سورة الملك، الآيتان: [٣ - ٤].
(٢) فطور: أي شقوق وصدوع. والفطر: الشِقْ قال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} أي: انشقت وفي الحديث: «قام صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه» أي: انشقتا. انظر في معنى الآية: تفسير البغوي عند تفسيره للآية ٣ من سورة الملك ٨/ ١٧٦، وانظر: لسان العرب مادة (فطر) ٥/ ٥٥.
(٣) في. و. مسألة.
(٤) أبو جهل: هو أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، أشد الناس عدواة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في صدر الإسلام، وأحد سادات قريش ودهاتها في الجاهلية. كان من قتلى بدر في السنة الثانية من الهجرة. انظر: «الكامل» لابن الأثير (١/ ٢٣)، و «الأعلام» للزركلي (٥/ ٨٧).

<<  <   >  >>