للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليهم بالضلال. قيل لهم: أليس خاطب الله (١) العرب بلغتها، فقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (٢) وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} (٣). فلابد من نعم. يقال لهم: فإذا كان أنزل الله عز وجل (٤) القرآن بلسان العرب، فمن أين وجدتم في لغة العرب، أن يقال أضل فلان فلاناً، أي سماه ضلالاً؟ فإن قالوا: وجدنا القائل يقول: إذا قال [رجل] (٥) لرجل: ضال: قد ضللَتهُ فقيل لهم (٦): قد وجدنا يا لعمري (٧) القائل: ضلَّل فلاناً إذا سماه ضالاً. ولم نجدهم يقولون أضل فلان فلاناً بهذا المعنى. [فلما قال عز وجل: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} (٨) لم يجز أن يكون] (٩) ذلك معنى الاسم والحكم إذا لم يجز في [لغة] (١٠) العرب أن يقال: أضل فلان فلاناً


(١) ساقط من و.
(٢) سورة الشعراء، جزء من آية: [١٩٥].
(٣) سورة إبراهيم، آية: [٤].
(٤) ساقط من ب. و.
(٥) ما بين القوسين زيادة من. ب.
(٦) وفي باقي النسخ قيل لهم.
(٧) في ب. و. لعمري ولعل الصواب ما أثبته؛ لأن فيه دلالة على القسم مع التعجب لغرض بلاغي لإفادة التأكيد في الإنكار على ضلال قولهم.
(٨) سورة إبراهيم، جزء من آية: [٢٧].
(٩) ما بين القوسين زيادة من باقي النسخ.
(١٠) ما بين القوسين زيادة من. و.

<<  <   >  >>