للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عز وجل في آيات من القرآن أنه أنذر الكافرين، [كما] (١) في (٢) خَبَرِ الله في آياته أنه أنذر من يخشاها، وأنذر من اتبع الذكر، وجب بالقرآن أن الله قد أنذر المؤمنين والكافرين، فلما أخبرنا الله أنه هدى للمتقين وعمى على الكافرين، وأخبرنا أنه لا يهدي الكافرين وجب أن يكون القرآن هدى للمؤمنين دون الكافرين.

٤٦ - سؤال (٣): إن سأل سائل عن قول الله عز وجل: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} (٤)، يقال لهم: أليس ثمود كانوا كافرين، وقد أخبر الله أنه هداهم؟ قيل له: ليس الأمر كما ظننت. والجواب في هذه الآية على وجهين:

أ- أحدهما - أن ثمود على فريقين: كافرين ومؤمنين.

وهم الذين أخبر أنه أنجاهم مع صالح بقوله عز وجل: [{نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا} (٥)، فالذين عنى الله عز جل من ثمود أنه هداهم هم المؤمنون دون الكافرين، لأن الله عز وجل قد بين لنا


(١) ما بين القوسين زيادة من ب، و.
(٢) ساقط من ب. و.
(٣) ساقط من و.
(٤) سورة فصلت، آية: [١٧].
(٥) سورة هود، آية: [٦٦].

<<  <   >  >>