للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- فإن قالوا: يشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله عز وجل في أن يزيدهم من فضله، لا إلى (١) أن يدخلهم جناته. قيل لهم: أوليس قد وعدهم الله عز وجل ذلك؟ فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} (٢)، والله عز وجل لا يخلف وعده، فإنما يشفع إلى الله عز وجل عندكم في ألا يخلف وعده، وهذا جهل من قولكم. وإنما الشفاعة المعقولة فيمن استحق عقاباً أن يوضع عنه عقابه، أو فيمن لم يعده شيئاً أن يتفضل به عليه، فإذا (٣) كان الوعد بالتفضل سابقاً فلا وجه لهذا.

٢ - سؤال: فإن سألوا عن قول الله عز وجل: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (٤)، فالجواب عن ذلك: {إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} أن (٥) يشفعوا له. وقد روي أن شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل الكبائر (٦). وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:


(١) في ب. و. لا في أن.
(٢) سورة فاطر، جزء من آية: [٣٥].
(٣) في ب. و. أما إذا، وفي و. فأما إذا.
(٤) سورة الأنبياء، آية: [٢٨].
(٥) في ب. و لم. وهذا تصحيف واضح.
(٦) صحيح لغيره: أخرجه أبو داود ك: السنة، ب: في الشفاعة (٤٧٣٩)، وأحمد (٢٠/ ٤٣٩) حديث رقم (١٣٢٢٢)، والحاكم ك: الإيمان (١/ ١٤٠)، وابن خزيمة في «كتاب التوحيد» (٢/ ٦٥٢)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٨/ ٣٢) من حديث أشعث الحداني عن أنس، مرفوعًا: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، وأخرجه الترمذي ك: صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله =

<<  <   >  >>