قد يفهم منه أن الكلام أزلي كالعلم. فهذا الكلام حَمَّالُ أوجه، فقد يفهم منه من جعله من المثبتة أنه يحتج على المعتزلة بحجة عقلية فيما سبق، وهي: أنه طالما أثبت صفة العلم، فعليكم أن تثبتوا صفة الكلام، ولا يقصدُ من خلاله أن الصفتين سواء بسواء، كما قد يحمله من لا يراه من المثبتة أنه يقصد أن صفة الكلام قديمة كصفة العلم، وبأن الله غير متكلم متى شاء. فهذا الكلام الموهم منه - رحمه الله - تكرر في غير موطن في كتابه الإبانة.
٣ - كما أن من الملاحظات أنه نفى صفة السكوت عن الله - عز وجل - مع ثبوتها حيث قال رحمه الله في معرض كلام عن الكلام:( … لأن خلاف الكلام الذي لا يكون كلام إنما سكوت أو آفة) وصفة السكوت ثابت لله عز وجل. كما صح في السنة النبوية الصحيحة؛ بل هي محل إجماع (١). وهذه قد تحمل على نفيه السكوت الدائم رداً على من نفوا أنه ـ عزل وجل ـ متكلم، وقد تحمل على المعنى المخالف لإجماع أهل السُنة، وهو نفي صفة السكوت، فعبارته حمّالة أوجه.
٤ - لم يسلك الإمام الأشعري في كتابه هذا ما سلكه علماء