للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د ـ إن عدم إيراد البيهقي لروايات الإبانة دليلٌ على كونها موضوعة؛ لأن هذا موضعها في هذا الكتاب لو صحت، وإغفاله عنها دليلٌ على عدم صحتها.

هـ ـ البيهقي، احتج بأقوال الإمام وأصحابه في عدم خلق القرآن، واحتج الأشعري بمن أنكر على الإمام عقيدة الخلق، فالإمام أبو حنيفة ممدوح في كتاب البيهقي ومُحْتَجٌ به، أمّا في كتاب الأشعري الإبانة، فإنه مذموم غير محتج به، بل مُنكرٌ عليه، فهذان الصَّنِيْعَانِ للبيهقي والأشعري متضادان متدافعان، فتكون روايات البيهقي دافعة لروايات الأشعري.

و ـ البيهقي قال في آخر كتابه: وقد تركت من الأحاديث التي رُوِيَت في أمثال ما أوردته ما دخل معناه فيما نقلته، أو وجدته بإسناد ضعيف لا يثبت مثله خشية التطويل (١). وهذه الروايات التي تركها لا يمكن أن يكون تركها لدخول معناها في روايات أخرى، إنما تركها لشدة الضعف في إسنادها بحيث لا يثبت بمثل هذا الضعف شيء.

ز ـ رواية محمد بن الحسن (٢) تُوهِنُ هذه الروايات وتجعلها مخدوشة


(١) انظر الأسماء والصفات ٢/ ٤٩٥.
(٢) سبق تخريجها ص ٣٥٥ وهناك رواية أخرى أوردها البيهقي حيث ذكر بإسناده أن محمد بن الحسن قال: من قال: القرآن مخلوق فلا تصلوا خلفه. انظر الأسماء والصفات ١/ ٦١٠ وضعف محققه الحاشدي الإسناد رقم ٨ أثر ٥٤٩.

<<  <   >  >>