للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكيف إذا كان هذا اعتقاد إمام من أئمة الإسلام! ويتبع مذهبه عشرات الملايين من المسلمين في عامة الأمصار، فالسعادة تكون أشد، والفرح يكون أعظم.

المسألة الثانية: إن الحكم على الإنسان ينبغي أن يكون مما ذكره في كتبه، أو نقله أتباعه أو نقله الثقات الأثبات عنه وعندما تسلك هذا المسلك نجد الإمام أبا حنيفة رأيه في مسألة عدم خلق القرآن لا يخرج ـ ولله الحمد ـ عن أقوال أئمة أهل السنة للروايات الآتية:

١ ـ ما كتبه الإمام أبو حنيفة في كتابه الفقه الأكبر (١). حيث قال: والقرآن غير مخلوق (٢)، فهذا كلام الإمام في كتبه. وهذا لوحده كافٍ لبيان موقفه.

٢ ـ نقل البغدادي في تاريخه بأن أبا حنفية كان يقول: جهم بن صفوان كافر (٣). ولا شك بأن حكمه على صاحب القول بخلق القرآن بالكفر دليل على كفر القائل بهذا القول عنده.


(١) وهذا الكتاب اختلف البعض في صحة نسبته إلى أبي حنيفة فهناك من أثبته وهناك من فصل المسألة، وهناك من نفاه. انظر براءة الأئمة الأربعة مما نسب إليهم ص ٤٦ ـ ٧١ وأصول الدين عند الإمام أبي حنيفة ١١٦ ـ ١٢٣.
(٢) انظر الفقه الأكبر ص ٢.
(٣) انظر تاريخ بغداد ١٥/ ٥١٥، وقال بشار عواد في تحقيقه إسناده حسن ١٥/ ٥١٥.

<<  <   >  >>