للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الفصل الثالث: فتعرض الباحثُ فيه لبيان شروط هذا الجمع والصفة التي تم بها، ثم عَرَّفَ بـ " زيد " المكلف بالجمع، ثم استقرأ المقومات الداعية لاختياره، ثم عرض مميزات هذا الجمع والمنهج الذي وُضِعَ فيه لجمع وتدوين القرآن الكريم عرضًا تحليليًا، ثم بين في خاتمته مصير صحف أبي بكر- رضي الله عنه.

وأما الفصل الرابع: فذكر فيه تاريخ هذا الجمع وأنه كان في زمن خلافة الصديق رضي الله عنه، وحدد فترة استغراقه، ثم عرض عرضًا تحليليًا استنتاجيًا لأبرز نتائج هذا الجمع، ثم ختم ببيان أوّل من سمى القرآن بالمصحف، وهو في كل مرحلة من مراحل البحث يقوم بعرض المادة العلمية ويحلل أجزاءها ثم يعرض الأقوال الوارد ويقوم بدراستها دراسة تحليلية نقدية.

الفصل الأول

بواعث جمع أبي بكر وأسبابه ودواعيه

وفيه ثلاثة مباحث:

بعد موت النبي-صلى الله عليه وسلم- وقبل دفنه بُيع أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-بالخلافة وكانت مدة خلافته سنتين وبضعة أشهر، وذلك من عام (١١ هـ - ١٣ هـ)، وكانت وفاته في شهر جمادى الآخرة سنة ١٣ هـ.

[المبحث الأول: بداية فكرة الجمع في عهد أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-]

لقد كانت بداية فكرة جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر- رضي الله عنه- في أواسط خلافته: سنة ١٢ من الهجرة.

وذلك "حينما ارتدت العرب واستشرى القتل بالمسلمين وخاصة يوم اليمامة وقد استحر بقراء القرآن، جاء إليه عمر وقال له: إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القراءة والقرآن وإني أرى أن تجمع القرآن؛ وظل يراجع أبا بكر حتى شرح الله صدره لذلك؛ فكان أول من جمع القرآن". (١)

وإنما كان ذلك بعد أن بُيع أبو بكر الصديق- رضي الله عنه - وآلة الخلافة إليه بتلك البيعة، بعدها ارتدت أحياء من العرب ومنعوا الزكاة، وقد وقع هذا الأمر الجلل بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما ارتدَّت العرب عن الإسلام قيل إلا ثلاثة مساجد كما نقل ابن إسحاق، ألا وهي: مسجد المدينة، ومسجد مكة، ومسجد جواثا الذي يصلي فيه بنو عبد القيس.

وذكر القاضي عياض أن أهل الردة في ذلك الوقت على ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: صنف كفر بعد إسلامه وعاد لجاهليته، واتبع مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وصدَّق بهما.

والصنف الثاني: صنف أقر بالإسلام إلا الزكاة فجحدها.

والصنف الثالث: صنف أقر بوجوبها لكنه امتنع عن دفعها لأبي بكر-رضي الله عنه- وقالوا: إن ذلك خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا


(١) الإتقان: (١/ ١٦٤)، الإتقان في علوم القرآن المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: ٩١١ هـ) المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب الطبعة: ١٣٩٤ هـ/ ١٩٧٤ م عدد الأجزاء: ٤، ويُنظر: الوجيز في فضائل الكتاب العزيز: (ص: ١٦٣).

<<  <   >  >>