للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"القرآن والكتاب"، فـ"اسم القرآن" يشير إلى حفظه في الصدور لأنه مقروء، و"اسم الكتاب" يشير إلى حفظه في السطور، لأنه مكتوب.

٤ - ولقد تم هذا الجمع على أعلى درجة من الاحتياط لكتاب الله تعالى تحقيقًا، وتدقيقًا، وتوثيقًا وتحريًا لما جمعوه، واختيارًا لمن قاموا بجمعه على أحسن وأجود وأدق أساليب الاختيار- أداءًا للأمانة وإبراءً للذمة، ووفاء بالعهد لتحمل أمانة حفظ وصيانة القرآن من الضياع بعد نبيهم الخاتم - رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم.

٥ - وعلى هذا المنهج الرشيد تم- جمع القرآن- بإشراف أبي بكر وعمر وأكابر الصحابة وإجماع الأمة عليه دون نكير، وكان ذلك منقبة خالدة لا يزال التاريخ يذكرها بالجميل، لأبي بكر في الإشراف، ولعمر في الاقتراح، ولزيد في التنفيذ، وللصحابة في المعاونة والإقرار". (١)

٦ - أن هذا الجمع لا يُعد من الابتداع في الدين، لأن القرآن قد جمع في عهد النبوة لكنه كان مفرقًا، وهذا الجمع لم يأت بجديد، غير أنه جمع القرآن بين دفتين بعد أن كان مفرقًا فحسب.

٧ - التحقق من أن ترتيب الآيات في السور توقيفي

٨ - توصلت الدراسة إلى أن القول في ترتيب السور توقيفي لا اجتهادي.

٩ - أن معارضة الترتيب المصحفي بالترتيب النزولي مخالف لإجماع الأمة-سلفًا، وخلفًا.

١٠ - باكتمال هذا الجمع، وعلى هذه الدقة تم الاطمئنان على حفظ كتاب الله تعالى، والتأكد والتثبت من أن الذي بين دفتيه هو كلام الله ووحيه المنزل المتحقق قرآنيته، المنقول بالتواتر، وأنه ليس فيه أي آية من القرآن المنسوخ، وهو القرآن الذي استقرت عليه العرضة الأخيرة، وهو القرآن الموافق لما هو مثبتٌ في اللوح المحفوظ عند رب العزة جل في علاه، وأنه لا زيادة فيه ولا نقصان، ولا تحريف فيه ولا تغيير ولا تبديل، لأنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت: من آية: ٤٢)، وذلك لأنه: (تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت: من آية: ٤٢)، وهو متضمن لتحقيق وعد الله الذي لا يتخلف ولا يتبدل الذي قال فيه سبحانه وتعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (الحجر: ٩).

وهناك نتائج كثيرة متحققة في ثنايا البحث، وهي جلية غير خفية، ولم يذكرها الباحث هنا لوضوحها وجلائها.


(١) - مناهل العرفان للزرقاني: (١/ ٢٥٣: ٢٥٢)، وعزاه عن للسخاوي.

<<  <   >  >>