للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَوَصَلَ الأمْرُ إلى الصِّدِّيقِ … فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى التَوْفِيقِ

وَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ الفَارُوقُ … مَقَالَةً أيَّدَهَا التَوْفِيقُ

إنِّي أرَى القَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّا … بِحَامِلِي القُرْآنِ وَاسْتَمَرَّا

وَرُبَّمَا قَدْ دَارَ مِثْلُ ذَاكَا … عَلَيهِمو فَعُدِمُوا بِذَاكَا

فَاسْتَدْرِكْ الأمْرَ وَمَا قَدْ كَانَا … وَاعْمَل عَلَى أنْ تَجْمَعَ القُرْآنَا

وَرَاجَعَ الصِّدِّيقَ غَيْرَ مَرَّه … فَشَرَحَ اللَّهُ لِذَاكَ صَدْرَه

فَقَالَ لابْنِ ثَابِتٍ إذْ ذَاكَا … إنِّي لِهَذَا الأمْرِ قَدْ أرَاكَا

قَدْ كُنْتَ بِالغَدَاةِ والعَشِيِّ … تَكْتُبُ وَحْيَ اللَّهِ لِلنَّبِيِّ

فَأنْتَ عِنْدَنَا مِنَ السُّبَّاقٍ … فَاجْمَعْ كِتَابَ اللهِ فِي الأَوْرَاقِ

فَفَعَلَ الَّذِي بِهِ قَدْ أَمَرَه … مُعْتَمِدًا عَلَى الَّذِي قَدْ ذَكَرَه

وَجَمَعَ القُرْآنَ فِي الصَّحَائِفِ … وَلَمْ يُمَيْزْ أَحْرُفَ التَخَالُفِ (١)

بَلْ رَسَمَ السَّبْعَ مِنَ اللُّغَاتِ … وَكُلَّ مَا صَحَّ مِنَ القِرَاتِ

فَكَانَتْ الصُّحُفُ فِي حَيَاتِه … عِنْدَ أبِي بَكْرٍ إلى مَمَاتِه

ثُمَّةَ عِنْدَ عُمَرَ الفَارُوقِ … حِينَ انْقَضَتْ خِلافَةُ الصِّدِّيقِ

ثُمَّةَ صَارَتْ بَعْدُ عِنْدَ حَفْصَه … لَمَّا تُوُّفِيَّ كَمَا فِي القِصَّه. (٢) وبانتهاء المبحث الثاني ينتهي الفصل الرابع والأخير. و الحمد لله العلي الكبير.

خاتمة البحث، وبيان أهم النتائج التي توصلت لها تلك الدراسة المختصرة.

الحمد لله الذي أنعم عليّ عبده الفقير إليه سبحانه في كل أحواله، الظاهر ضعفه وذله واستكانته بين يديه جل في علاه في كل أطواره وفي حله وترحاله.

وبعد:

فقد توصلت تلك الدراسة المختصرة والمتواضعة إلى عدة حقائق ونتائج، ولعل من أبينها وأبرزها وأهمها ما يلي:

١ - بيان عظم قدر الكتاب الخاتم المنزل من عند الله، ومدى تحقق حفظ الله له، وذلك بتقدير الأسباب والسنن الكونية التي قدرها سبحانه ويسر سبلها لحفظه، والتي في طليعتها الجمع في عهد الصديق رضي الله عنه.

٢ - تحقق الخيِّرية لصدر هذه الأمة -الصحابة الكرام الأطهار الأبرار رضي الله عنهم أجمعين-، علمًا، وعملًا، ديانة وأمانة، همة وعلو قدر، سبقًا في كل خير ومسارعة في كل فضل، وقد تمثل ذلك في قيامهم بحفظ كتاب ربهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم خير قيام-جمعًا له- حفظًا له في الصدور، - وكتابته وتدوينه- حفظًا له في السطور.

٣ - إن حفظ القرآن بطريقي " الحفظ في الصدور- والكتابة في السطور" يدلل ويشير إلى أبرز اسمين علمين على القرآن ألا وهما:


(١) - واشتمال جمع أبي بكر رضي الله عنه على الأحرف السبعة أمر يصعب الجزم، به إذ ليس عليه دليل قطعي الثبوت عند أهل التحقيق، وقد سبق التنويه إليه في غير ما موضع في طيَّات البحث. الباحث.
(٢) -الأرجوزة المنبهة لأبي عمر الداني- (مرجع سابق)، الأبيات من رقم: (١٧٨ - ١٥٥)، (ص: ١٠٥ - ١١٠).

<<  <   >  >>