للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض الروايات (١) ، ثم راح يسب أبا هريرة رضي الله عنه ويرميه بما هو من أبعد الناس عنه /

وهذا مما يوضح أن أبا رية ليس بصدد بحث علمي، إنما صدره محشو براكين من الغيظ والغل والحقد يحاول أن يخلق المناسبات للترويح عن نفسه منها، كأنه لا يؤمن بقول الله عز وجل في أصحاب نبيه (ليغيظ بهم الكفار) ولا يصدق بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة، وأمه أن يحببها الله إلى عباده المؤمنين كما في ترجمته في فضائل الصحابة من صحيح مسلم

وقال ص١٥٣ «إسلامه. قدم أبو هريرة بعد أن تخطى الثلاثين من عمره»

أقول كذا زعم الواقدي عن كثير بن يزيد عن الوليد بن أبي رباح عن أبي هريرة، والواقدي متروك، وكثير ضعيف، وقد قال الواقدي نفسه: إن أبا هريرة مات سنة ٥٩ وعمره ٧٨، ومقتضى هذا أن يكون عمره عند قدومه سنة نحو ست وعشرين سنة، وهذا أشبه والله أعلم

وفي الصحابة الطفيل بن عمرو الدوسي وهو من رهط أبي هريرة بني ثعلبة بن سليم بن فهم، أسلم قبل الهجرة وقصته مطولة في السيرة وغيرها، وفي ترجمته من الإصابة أنه لما عاد بعد إسلامه إلى قومه - وذلك قبل الهجرة بمدة- دعا قومه إلى الإسلام فلم يجبه إلا أبوه وأبو هريرة، فعلى هذا يكون إسلام أبي هريرة قبل الهجرة، وإنما تأخرت هجرته إلى زمن خبير


(١) منها فكلفتها أن تركب قائمة وأن تورد حافية وأصح من هذه الرواية ما في كنز العمال ٨٢:٧عن عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن ابن سيرين فقلت لتوردنه حافية ولتركينه وهو قائم وأصح من هذا ابن سعد في الطبقات ٥٣٢:٤ عن ابن سيرين ... ولتتركينه قائمة فلعل بعض الرواة لم يفهم النكتة فغير اللفظ، وأي جرح عليها أن تركب وتكون حافية وهي راكبة؟ وفي رواية عبد الرزاق قول ابن سيرين وكانت في أبي هريرة مزاحة وقد يكون مازحاً بهذا القول ثم لم يكن إيراد ولا ركوب

<<  <   >  >>