أقول: ومن أين لك أنه لم يحفظه؟ غاية الأمر أنه لم يذكر فيمن جمع القرآن في العهد النبوي، والذين ذكروا أفراد قليلون ليسوا من كبار الصحابة. وأبو هريرة من أئمة القراءات وهو فيها أشهر شيخ للأعرج ولأبي جعفر القارئ. وهما أشهر شيوخ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أشهر القراء السبعة، وبهذا علم حفظه القرآن وإتقانه. انظر ترجمته في طبقات القراء رقم ١٥٧٤
قال «وكذلك لو كان أبو هريرة قد بلغ هذه الدرجة ... وهي عدم السهو والنسيان لاشتهر......»
أقول: قد علمت أن المتحقق هو أنه لم ينس ما حديث به النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس خاص قد مر بيانه، وكان فيما عدا ذلك من أحفظهم، وهذ لا يرد عليه شيء مما ذكر أبو رية
قال ص ١٨٢ «ولكن الأمر قد جرى على غير ذلك ... »
أقول: عاد أشياء قد تقدم النظر فيها، ويأتي باقيها
ثم قال «حفظ الوعاءين. أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول الله وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم. وهذا الحديث معارض بحديث ... عن علي رضي الله عنه فقد سئل: هل عندكم كتاب؟ فقالك لا إلا كتاب الله ... أو ما في هذه الصحيفة. وكذلك يعارضه ما رواه البخاري عن عبد العزيز ابن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ فقال: ما ترك إلا مابين الدفتين، ولوكان هناك شيء يؤثر به النبي صلى الله عليه وسلم أحد خواصه ... »
/ أقول: المنفي في خبرى علي وابن عباس هو كتاب مكتوب غير القرآن، ولهذا استثنى على صحيفته، ولم يقصد أبو هريرة ولا فهم أحد من كلامه أن عنده