للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتحقق لي متى رجع، وبعد وفاة العلاء بن الحضرمي استعمل عمر مكانه أبا هريرة (١) ، وقدم أبو هريرة مرة على عمر بخمسمائة ألف لبيت المال فأخبره فاستكثر ذلك ولم يصدق، وقدم مرة - لا أدري هذه أم بعدها- بمال كثير لبيت المال وقدم لنفسه بعشرة آلاف (٢) ، وثبت عن ابن سيرين أن عمر سأل أبا هريرة فأخبره فأغلط له عمر وقال: فمن أين لك؟ فقال: خيل نتجت وغلة رقيق لي وأعطيه تتابعت علي (٣) قال ابن سيرين «فنظروا فوجوده كما قال. فلما كان بعد ذلك دعا عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال له: تكره العمل وقد طلبه من كان خيراً منك؟ طلبه يوسف عليه السلام. فقال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة ... » انظر البداية ١١٣:٨ وابن سيرين من خيار أئمة التابعين، والسند إليه بغاية الصحة. قال ابن كثير «وذكر غيره أن عمر غرمه» وسيأتي ذلك. فمن كان له في عهد عمر خيل نتائج ورقيق يغل مع عطائه في بيت المال كغيره من الصحابة، ومع ما كان الأئمة يتعهدون به الصحابة من الأموال زيادة عل المقرر كل سنة بحسب توفي المال في بيت المال، أقول: من كانت هذه حالة كيف يسوغ أن يقال له إنه إنام تمول في عهد بني أمية؟ ويزعم أبو رية- من حي شيطانه- أن بني أمية أقطعوا أبا هريرة وبنوا مسكنه بالعقيق وبذي الحليفة ويجعله أبو رية قصوراً وأراضي، وأعجب من ذلك زعمه أنهم زوجوا ابنه غزوان، ويعني على أبي هريرة

أنه / كان ممن نصر عثمان (وتلك شكاة ظاهر عنك عارها» ويزعم أنه مال إل معاوية، وهذه من وحي الشياطين وتفولات الرافضة والقصاصين، ولا نثبت لأبي هريرة صلة بمعاوية إلا أنه وفد إليه استقرار الأمر كله كما كان يفد إليه بنو هاشم وغيرهم، وينعى على


(١) يأتي تحقيقه فيما بعد
(٢) أو عشرين ألفاً كما يأتي بعد
(٣) وفي رواية في طبقات ابن سعد ٤/٢/٥٩ وفتوح البلدان ص٩٣ «ولكن خيلاً تناجت وسهاما اجتمعت» يريد سهامه من المغائم لأنه كان مع العلاء بن الحضرمي في فتوحه

<<  <   >  >>