أقول: قد تقدم النظر في ابن الحديد والاسكافي ص ١٠٩، وهذه التهمة باطلة قطعاً، فأبو هريرة والمغيرة وعمرو ومعاوية صحابيون وكلهم عند أهل السنة عدول، ثم كانت الدولة لبني أمية فلو كان هؤلاء يستحلون الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في عيب على لامتلأ الصحيحان فضلاً عن غيرهما بعيبه وذمة وشتمه، فما بالتا لا نجد على هؤلاء حديثاً صحيحاً ظاهراً في عيب ولا ولا في فضل معاوية؟ راجع ص٦٤. وعروة من كبار التابعين الثقات عند أهل السنة لا نجد عنه خبراً صحيحاً في عيب علي، فأما الأكاذيب الموضوعات فلا دخل لها في الحساب، على أنك تجدها تنسب إلى هؤلاء وغيرهم في إطراء أكثر جداً منهما في الغض منه
قال «وروى الأعمش قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلمته مراراً وقال: يا أهل العراق: أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسي بالنار؟ والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل نبي حرماً وإن حرمي المدينة ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً فعلية لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وأشهد بالله أن عليا ًأحدث فيها» فلما بلغ معاوية قوله أجازوه وأكرمه وولاه إمارة المدينة»
أقول: هذا من حكاية ابن أبي الحديد ٣٥٩ عن الاسكافي، وراجع ص١٠٩ ولا ندري سنده إلى الأعمش، وقد تواتر عن الأعمش رواية الحديث بنحو ما هنا «عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: خطبنا علي ... » فذكر ما في صحيفته وذكر الحديث فهو ثابت من رواية علي نفسه، ولا نعرف أن أبا هريرة قدم مع معاوية، ولا أن معاوية ولاه بالمدينة لا في ذلك الوقت ولا بعده، إنما