للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما أهل الطب، فذكروا أنَّ الجنين إنْ تصوَّر في خمسة وثلاثين يوماً، تحرَّك في سبعين يوماً، وولد في مئتين وعشرة أيام، وذلك سبعةُ أشهر، وربَّما تقدَّم أياماً، وتأخر في التصوير والولادة، وإذا كان التصوير في خمسة وأربعين يوماً (١)، تحرَّك في تسعين يوماً، ووُلد في مئتين وسبعين يوماً، وذلك تسعةُ أشهرٍ، والله أعلم.

وأما كتابة الملك، فحديث ابن مسعود يدلُّ على أنَّها تكونُ (٢) بعد الأربعة أشهر أيضاً على ما سبق، وفي " الصحيحين " (٣) عن أنس، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال

: «وكَّلَ الله بالرَّحِم مَلَكاً يقول: أي ربِّ نطفة، أي ربِّ علقة، أي ربِّ مضغة، فإذا أراد الله أنْ يقضي خلقاً، قالَ:

يا ربِّ أذكرٌ أم أنثى؟ أشقيٌّ أم سعيد؟ فما الرزقُ؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه» وظاهر هذا يُوافق حديث ابن مسعود؛ لكن ليس فيه تقدير مدة، وحديث حذيفة بن أسيد الذي تقدم يدلُّ على أنَّ الكتابة تكون في أوَّل الأربعين الثانية، وخرجه مسلم (٤) أيضاً بلفظٍ آخر من حديث حُذيفة بن أسيد يَبلُغُ به النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «يدخلُ المَلَكُ على النطفة بعد ما تستقرُّ في الرَّحمِ بأربعين أو خمسة وأربعين ليلةً (٥)، فيقول: يا ربِّ أشقيٌّ أو سعيد؟ فيكتبان، فيقول: أي ربِّ أذكر أو أنثى؟ فيكتبانِ، ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه، ثُمَّ تُطوى الصحفُ، فلا يزادُ فيها ولا ينقصُ».

وفي رواية أخرى لمسلم (٦) أيضاً: «إنَّ النطفة تَقَعُ في الرَّحِم أربعينَ ليلةً ثُمَّ يتسوَّر عليها الملكُ فيقول: يا ربِّ أذكر أم أنثى؟» وذكر الحديثَ. وفي رواية أخرى لمسلم (٧) أيضاً: «لبضع وأربعينَ ليلةً».

وفي " مسند الإمام أحمد " (٨) من حديث جابر، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا استقرَّتِ


(١) من قوله: «تحرك في سبعين يوماً … » إلى هنا لم يرد في (ص).
(٢) سقطت من (ص).
(٣) صحيح البخاري ١/ ٨٧ (٣١٨) و ٤/ ١٦٢ (٣٣٣٣) و ٨/ ١٥٢ (٦٥٩٥)، وصحيح مسلم ٨/ ٤٦ (٢٦٤٦) (٥).
(٤) في " صحيحه " ٨/ ٤٥ (٢٦٤٤) (٢).
(٥) في (ص): «يوماً».
(٦) في " صحيحه " ٨/ ٤٦ (٢٦٤٥) (٤).
(٧) نفس المصدر السابق.
(٨) " المسند " ٣/ ٣٩٧، وإسناده ضعيف لضعف خصيف بن عبد الرحمان الجزري.

<<  <   >  >>