للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[الحديث العشرون]

عَنْ أبي مَسعودٍ البَدريِّ - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ مِمَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلام النُّبُوَّةِ الأُولى: إذا لَم تَستَحْيِ، فاصْنَعْ ما شِئْتَ» رَواهُ

البُخاريُّ.

هذا الحديثُ خرَّجه البخاري من رواية منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حِراش، عن أبي مسعود، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (١)، وأظنُّ أنَّ مسلماً لم يخرِّجه؛ لأنَّه قد رواه قوم، فقالوا: عن رِبعي، عن حذيفة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٢) فاختلف في إسناده، لكن أكثر الحفاظ حكموا بأنَّ القولَ قولُ من قال: عن أبي مسعود، منهم: البخاري، وأبو زرعة الرازي (٣)، والدارقطني (٤) وغيرهم، ويدلُّ على صحة ذلك أنَّه قد رُويَ من وجه آخر عن أبي مسعود من رواية مسروق عنه (٥).

وخرَّجه الطبراني من حديث أبي الطفيل، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أيضاً (٦).

فقولُه - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ ممّا أدرك الناسُ من كلام النبوَّةِ الأولى» يشيرُ إلى أنَّ هذا مأثورٌ عن الأنبياء المتقدمين، وأنَّ الناس تداولوه بينهم، وتوارثوه عنهم قرناً بعد قرنٍ، وهذا يدلُّ

على أنَّ النبوات المتقدِّمة جاءت بهذا الكلام، وأنَّه اشتهر بَيْنَ الناسِ حتى وصل إلى أوَّل هذه الأمة. وفي بعض الروايات قال: «لم يدركِ الناسُ مِنْ كلام النبوَّةِ الأولى إلاَّ هذا». خرَّجها حميدُ بن زنجويه وغيره.


(١) في صحيحه ٤/ ٢١٥ (٣٤٨٣) و (٣٤٨٤) و ٨/ ٣٥ (٦١٢٠) وفي " الأدب المفرد "، له (٥٩٧) و (١٣١٦).
(٢) أخرجه: أحمد ٥/ ٣٨٣ و ٤٠٥، والبزار كما في " كشف الأستار " (٢٠٢٨)، وأبو نعيم في " الحلية " ٤/ ٣٧١، والخطيب في " تاريخه " ١٢/ ١٣٥ من طرق عن حذيفة، به.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ٣/ ١٦١ (٢٥٣٨).
(٤) علل الدارقطني ٦/ ١٨٠ - ١٨١ س (١٠٥٣).
(٥) أخرجه: معمر في " جامعه " (٢٠١٤٩).
(٦) في " الأوسط " (٩٤٠٠).

<<  <   >  >>