للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحديث الثامن والأربعون]

عَنْ عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: «أَربعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقاً، وإنْ كَانَتْ خَصلةٌ مِنهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: مَنْ إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا خَاصم فَجَر، وإذا عَاهَد غَدَرَ» خرَّجه البُخاريُّ (١) ومُسلمٌ (٢).

هذا الحديث خرَّجاه في " الصحيحين " من رواية الأعمش، عن عبد الله بن مُرَّةَ، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وخرَّجا في " الصحيحين " (٣) أيضاً من حديث أبي هريرة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «آيةُ المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كَذَبَ، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خَانَ». وفي رواية لمسلم (٤): «وإن صام وصلَّى وزَعَمَ أنَّه مُسلمٌ» وفي رواية له أيضاً (٥): «من علامات المنافق ثلاثة». وقد رُوي هذا عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من وجوه أخر.

وهذا الحديث قد حمله طائفةٌ ممَّن يميل إلى الإرجاء على المنافقين الذين كانوا على عهدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّهم حدَّثوا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فكذَّبوه، وائتمنهم على سرِّه فخانوه،

ووعدُوه أن يخرُجوا معه في الغزو فأخلفوه، وقد روى محمَّدٌ المُحْرِمُ هذا التأويلَ عن عطاءٍ، وأنَّه قال: حدثني به جابرٌ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وذكر أنَّ الحسنَ رجع إلى

قول عطاء هذا لما بلغه عنه (٦). وهذا كذب، والمحرم شيخ كذابٌ معروف بالكذب (٧).


(١) في " صحيحه " ١/ ١٥ (٣٤) و ٣/ ١٧٢ (٢٤٥٩) و ٤/ ١٢٤ (٣١٧٨).
(٢) في " صحيحه " ١/ ٥٦ (٨) (١٠٦).
(٣) صحيح البخاري ١/ ١٥ (٣٣)، وصحيح مسلم ١/ ٥٦ (٥٩) (١٠٧) عن أبي هريرة، به.
(٤) في " صحيحه " ١/ ٥٦ (٥٩) (١٠٩) عن أبي هريرة، به.
(٥) مسلم في " صحيحه " ١/ ٥٦ (٥٩) (١٠٨) عن أبي هريرة، به.
(٦) أخرجه: ابن عدي في " الكامل " ٧/ ٣٢٣ - ٣٢٤.
(٧) قال عنه البخاري: منكر الحديث، وقال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء. انظر: التاريخ الكبير للبخاري ١/ ٢٤٨ ترجمة (٧٩٠)، والكامل لابن عدي ٧/ ٣٢٢.

<<  <   >  >>