للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كذلك رواه الثقات عن الزهري، منهم: مالك في " الموطأ " (١)، ويونس، ومعمر،

وإبراهيم ابن سعد إلا أنَّه قال: «من إيمان المرء تركه ما لا يعنيه» (٢) وممن قال: إنَّه لا يصح إلا عن عليّ بن حسين مرسلاً الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والدارقطني (٣)، وقد خلط الضعفاءُ في إسناده عن الزهري تخليطاً فاحشاً، والصحيح فيه المرسل، ورواه عبد الله (٤) بن عمر (٥)

العمري، عن الزهري، عن عليِّ بن حسين، عن أبيه، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فوصله وجعله من مسند الحسين بن عليٍّ، وخرَّجه الإمامُ أحمد في " مسنده " من هذا الوجه (٦)، والعمري ليس بالحافظ (٧)، وخرَّجه أيضاً من وجه آخر عن الحسين، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (٨)، وضعفه البخاري في

" تاريخه " من هذا الوجه أيضاً، وقال: لا يصحُّ إلا عن عليِّ بن حسين مرسلاً (٩)، وقد روي عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من وجوه أخر وكُلُّها ضعيفة.

وهذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الأدب، وقد حكى الإمامُ أبو عمرو بن


(١) الموطأ (٢٦٢٨) برواية الليثي.
(٢) عن يونس، أخرجه: معمر في " جامعه " (٢٠٦١٧)، والقضاعي في " مسند الشهاب " (١٩٣)، وأما إبراهيم بن سعد فلم أقف له على رواية، والله أعلم.
(٣) لم أجد كلام الإمام أحمد، ويحيى بن معين. وكلام البخاري في " التاريخ الكبير " ٤/ ١٨٨، وكلام الدارقطني في " العلل " ٣/ ١٠٨ (٣١٠).
(٤) في (ص): «ورواه عبد الرحمان وعبد الله».
(٥) تحرف في (ج) إلى: «عمرو» والصواب ما أثبته. انظر: الجرح والتعديل ٥/ ١٣١

(٤٩٩).
(٦) في " مسنده " ١/ ٢٠١، وسبق تخريجه موسعاً.
(٧) قال أحمد بن حنبل: «صالح لا بأس به، قد روي عنه، ولكن ليس مثل عبيد الله»، وقال يحيى بن معين: «صويلح». انظر: الجرح والتعديل ٥/ ١٣١ (٤٩٩)، وقال الذهبي
: «صدوق في حفظه شيء»، وقال ابن المديني: «عبد الله ضعيف»، وقال ابن حبان =
= … : «كان ممن غلب عليه الصلاح والعبادة، حتى غفل عن حفظ الأخبار، وجودة الحفظ للآثار، فلما فحش خطؤه: استحق الترك». انظر: ميزان الاعتدال ٢/ ٤٦٥ (٤٤٧٢).
(٨) من قوله: «وجعله من مسند الحسين … » إلى هنا سقط من (ص).
(٩) انظر: التاريخ الكبير ٤/ ١٨٨.

<<  <   >  >>