للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخرَّج أبو القاسم البغوي في " معجمه " من حديث شهاب بن مالك، وكان وَفَدَ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه سَمعَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وقالت له امرأة: يا رسولَ الله ألا تُسلمُ علينا؟ فقالَ: «إنَّكِ من قَبيلٍ يُقَلِّلن الكثيرَ، وتمنع ما لا يُغنيها، وسؤالها عما لا يعنيها» (١).

وخرَّج العقيلي من حديث أبي هريرة مرفوعاً: «أكثرُ الناسِ ذنوباً أكثَرُهُم كلاماً فيما لا يعنيه» (٢).

قال عمرو بنُ قيس الملائي: مرَّ رجلٌ بلقمان والناسُ عندَه، فقال له: ألستَ

عبدَ بني فلان (٣)؟ قال: بلى، قال: الذي كنت ترعى عندَ جبلِ كذا وكذا؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قالَ: صِدْقُ الحديثِ وطولُ السُّكوت عما لا يعنيني (٤).

وقال وهبُ بنُ مُنبِّهٍ: كانَ في بني إسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهما أنْ مشيا على الماء، فبينما هما يمشيان في البحر إذ هما برجل يمشي على الهواء، فقالا لهُ: يا عبدَ الله بأيِّ شيء أدركت هذه المنزلة؟ قال: بيسيرٍ من الدُّنيا: فَطَمْتُ نفسي عن الشهوات، وكففتُ لساني عما لا يعنيني، ورغبتُ فيما دعاني إليه، ولزمت الصمتَ، فإنْ أقسمتُ على الله، أبرَّ قسمي، وإنْ سألته أعطاني.

دخلوا على بعض الصحابة في مرضه ووجهه يتهلَّلُ، فسألوه عن سبب (٥) تهلل

وجهه، فقال: ما مِنْ عمل أوثقَ عندي من خَصلتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي سليماً للمسلمين.

وقال مُوَرِّق العجلي: أمرٌ أنا في طلبه منذ كذا وكذا سنة لم أقدِرْ عليه ولستُ بتاركٍ


(١) أخرجه: ابن قانع في " معجم الصحابة " ١/ ٣٥٠، وإسناده ضعيف.
(٢) في " الضعفاء الكبير " ٣/ ٤٢٤.
وأخرجه: ابن أبي شيبة (٣٤٦٥٩)، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " ٢/ ٧٠٥ من طرق عن أبي هريرة، به. وإسناده ضعيف لضعف عصام بن طليق.
(٣) سقطت من (ص).
(٤) انظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٤٤٤، وشعب الإيمان ٤/ ٢٣٠، والتمهيد ٩/ ٢٠٠.
(٥) سقطت من (ص).

<<  <   >  >>