للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

غَيرَها، ولا يَرْحَمُ إلاَّ أهلَها، ولا يُثيبُ إلا عليها، فإنَّ الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإيَّاك من المتقين (١).

ولما وُلِّي خطب، فحَمِد الله، وأثنى عليه، وقال: أُوصيكُم بتقوى الله - عز وجل -،

فإنَّ تقوى الله - عز وجل - خَلفٌ من كلِّ شيءٍ، وليس من تقوى الله خَلَفٌ (٢).

وقال رجل ليونس بن عُبيد: أوصني، فقال: أُوصيك بتقوى الله والإحسّان، فإنَّ الله مَعَ الذين اتَّقَوا والَّذينَ هُمْ مُحسِنُون.

وقال له رجل يُريدُ الحجَّ: أوصني، فقال له: اتَّقِ الله، فمن اتقى الله، فلا وحشة عليه.

وقيل لرجل (٣) من التابعين عندَ موته: أوصنا، فقال: أوصيكم بخاتمة سورةِ النحل: {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (٤).

وكتب رجلٌ من السَّلف إلى أخٍ له: أوصيكَ بتقوى الله، فإنّها أكرم ما أسررتَ، وأزينُ ما أظهرتَ، وأفضلُ ما ادَّخرتَ، أعاننا الله وإيَّاكَ عليها، وأوجب لنا ولك ثوابَها.

وكتب رجلٌ منهم إلى أخٍ له: أُوصيكَ وأنفسَنا بالتقوى، فإنَّها خيرُ زادِ الآخِرَةِ والأُولى، واجعلها إلى كلِّ خيرٍ سبيلَك، ومِن كلِّ شرٍّ مهرَبك، فقد توكل الله - عز وجل - لأهلها بالنجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون.

وقال شعبة: كنتُ إذا أردتُ الخروجَ، قلتُ للحكم: ألك حاجةٌ، فقال أوصيك بما أوصى به النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - معاذَ بنَ جبل: «اتَّقِ الله حيثُما كُنتَ، وأتْبِعِ السَّيِّئة الحَسَنة تَمحُها، وخَالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ» (٥). وقد ثبت عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه كان يقولُ في دعائه: «اللَّهُمَّ إني أسألُك الهُدى

والتُّقى والعِفَّةَ والغِنَى» (٦).


(١) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٥/ ٢٦٧.
(٢) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٥/ ٢٩٧.
(٣) الرجل هو: هرم بن حيان، وكلامه أخرجه: ابن سعد في " الطبقات " ٧/ ٩٥، وأبو نعيم في " الحلية " ٢/ ١٢١.
(٤) النحل: ١٢٨.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) أخرجه: الطيالسي (١٢٧٠)، وابن أبي شيبة (٢٩١٩٢)، وأحمد ١/ ٣٤٣ و ٣٨٩، و ٤١١ و ٤١٦ و ٤٣٤ و ٤٣٧، والبخاري في " الأدب المفرد " (٦٧٤)، ومسلم ٨/ ٨٠
(٢٧٢١) (٧٢)، والترمذي (٣٤٨٩)، وابن ماجه (٣٨٣٢)، وابن حبان (٩٠٠)، والطبراني في " الكبير " (١٠٠٩٦)، والبغوي (١٣٧٣) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به.

<<  <   >  >>