للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الرحمان بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النوَّاس، ومعاوية وعبد الرحمان وأبوه تفرَّد بتخريج حديثهم مسلم دونَ البخاري (١).

وأما حديث وابصة فخرَّجه الإمام أحمد من طريق حماد بنِ سلمة، عن الزبير ابن

عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مِكرز، عن وابصة بن معبد، قال: أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أريدُ أنْ لا أدع شيئاً من البرِّ والإثم إلاَّ سألتُ عنه،

فقال لي: «ادنُ يا وابصةُ»، فدنوتُ منه، حتّى مست ركبتي ركبتَه، فقال

: «يا وابصة أُخبرك ما جئتَ تسأل عنه أو تسألني؟» قلت: يا رسول الله

أخبرني، قالَ: «جئتَ تسألني عن البرِّ والإثم»، قلت: نعم، فجمع

أصابعَه الثلاث، فجعل يَنكُتُ بها في صدري، ويقول: «يا وابصة،

استفتِ نفسَك، البرُّ ما اطمأنَّ إليه القلب، واطمأنَّت إليه النفسُ، والإثمُ:

ما حاك في القلبِ، وتردَّد في الصَّدر وإنْ أفتاك الناسُ وأفتوك» (٢). وفي

روايةٍ أخرى للإمام أحمد (٣) أنَّ الزبيرَ لم يسمعه من أيوب، قال: وحدَّثني

جلساؤه، وقد رأيتُه، ففي إسناد هذا الحديث أمران يُوجب كلٌّ منهما

ضعفه:

أحدهما: انقطاعه بين الزبير وأيوب؛ فإنَّه رواه عن قوم لم يسمعهم.

والثاني: ضعف الزبير هذا، قال الدارقطني: روى أحاديث مناكير، وضعفه ابن حبان أيضاً، لكنه سماه أيوب بن عبد السلام، فأخطأ في اسمه، وله طريق آخر عن وابصة خرَّجه الإمام أحمد (٤) أيضاً من رواية معاوية بن صالح، عن أبي عبد الله السلمي، قال: سمعتُ وابصةَ، فذكر الحديث مختصراً، ولفظه: قال: «البرُّ ما انشرحَ له صدُرك، والإثمُ ما حاك في صدرك، وإنْ أفتاك عنه الناس».

والسُّلمي هذا: قال عليُّ بن المديني: هو مجهول.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) في " مسنده " ٤/ ٢٢٨.
(٤) في " مسنده " ٤/ ٢٢٧ من طريق أبي عبد الله السُّلَمي، عن وابصة بن معبد، به.
وقد وقع في " مسند الإمام أحمد " - رحمه الله -: «أبو عبد الرحمان السلمي» بدل «أبو عبد الله السلمي»، وانظر: تعجيل المنفعة (٣٣١)، وأطراف المسند ٥/ ٤٣٨.

<<  <   >  >>