للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنَّ عبدي ليتقرَّب إليَّ بالنوافل حتّى أُحبَّهُ، فإذا

أحببتُه، كنت عينه التي يُبصر بها، ويده التي يبطشُ بها، ورِجلَه التي يمشي

بها، وفؤادهُ الذي يعقل به، ولسانَه الذي يتكلم به، إن دعاني أجبتُه، وإن سألني أعطيته، وما ترددت عن شيءٍ أنا فاعلُه تردُّدي عن موته، وذلك أنَّه يكرهُ الموتَ وأنا أكره مساءته». خرَّجه ابنُ أبي الدنيا (١) وغيره، وخرّجه الإمام أحمد (٢)

بمعناه.

وذكر ابنُ عديٍّ (٣) أنه تفرَّد به عبدُ الواحد هذا عن عروة، وعبد الواحد هذا قال فيه البخاري (٤): منكرُ الحديثِ، ولكن خرّجه الطبراني (٥): حدثنا هارونُ بنُ كامل، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا إبراهيم بن سويد المدني، حدثني أبو حَزْرَة يعقوب بن مجاهد، أخبرني عُروة، عن عائشة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكره. وهذا إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات مخرّج لهم في " الصحيح " سوى شيخِ الطبراني، فإنَّه لا يحضُرني الآن معرفةُ حاله،

ولعلَّ الراوي قال: حدثنا أبو حمزة، يعني:

عبد الواحد بن ميمون (٦)، فخُيّلَ للسامع أنَّه قال: أبو حَزْرَةَ، ثم سماه من عنده بناء على وهمه، والله أعلم.

وخرّج الطبراني (٧) وغيرُه من رواية عثمان بن أبي العاتكة، عن عليِّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «يقولُ الله - عز وجل -: من أهان لي ولياً، فقد بارزني بالمحاربة، ابنَ آدم، إنَّك لن تُدركَ ما عندي إلاّ بأداءِ ما افترضتُ عليك، ولا يزالُ عبدي يتحبَّبُ إليَّ بالنوافل حتّى أُحِبَّه، فأكونَ قلبَه الذي يعقِلُ به، ولسانَه الذي ينطِقُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، فإذا دعاني أجبتُه، وإذا سألني


(١) في " الأولياء " (٤٥) عن عائشة، به.
(٢) في " مسنده " ٦/ ٢٥٦، وإسناد الحديث ضعيف جداً؛ لشدة ضعف عبد الواحد مولى عروة، وهو ابن ميمون أبو حمزة قال عنه الإمام البخاري: «منكر الحديث».
(٣) في " الكامل " ٦/ ٥٢٤.
(٤) في " التاريخ الكبير " ٥/ ٣٣٥ (٧٧٧٤).
(٥) في " الأوسط " (٩٣٥٢).
(٦) انظر: التاريخ الكبير ٥/ ٣٣٥ (٧٧٧٤)، والجرح والتعديل ٦/ ٣٠ (٩٣٧٤).
(٧) في " الكبير " (٧٨٨٠).

<<  <   >  >>