للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كفارة المجلس: «أستغفرك اللهمَّ وأتوب إليك» (١)، وقطع النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سارقاً، ثم قال له: «استغفر الله وتُب إليه»، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، فقال: «اللهمَّ تُب عليه»

خرَّجه أبو داود (٢).

واستحبَّ جماعة من السَّلف الزيادة على قوله: «أستغفر الله وأتوب إليه» فرُوي عن عمر أنَّه سمع رجلاً يقول: أستغفر الله وأتوب إليه، فقال له: يا حُميق، قل: توبة من لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً.

وسئل الأوزاعيُّ عن الاستغفار: أيقول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم وأتوبُ إليه، فقال: إنَّ هذا لحسن، ولكن يقول: ربِّ اغفر لي حتى يتمَّ الاستغفار.

وأفضل أنواع الاستغفار: أنْ يبدأ العبدُ بالثَّناء على ربِّه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة كما في حديث شدَّاد بن أوس عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «سيِّدُ الاستغفار أنْ يقول العبدُ: اللهمَّ أنت ربِّي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتك عليَّ، وأبوءُ بذنبي، فاغفر لي، فإنَّه لا يغفرُ الذُّنوبَ إلاَّ أنتَ» خرَّجه البخاري (٣).

وفي " الصحيحين " (٤) عن عبد الله بن عمرو أنَّ أبا بكرٍ الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسولَ الله،

علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: «قل: اللهمَّ إنِّي ظلمتُ نفسي ظُلماً كثيراً، ولا يغفرُ الذُّنوب إلاَّ أنتَ، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنَّك أنت الغفورُ الرحيم».

ومن أنواع الاستغفار أنْ يقولَ العبدُ: «أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيُّوم


(١) أخرجه: أحمد ٢/ ٣٦٩ و ٤٩٤، وأبو داود (٤٨٥٨)، والترمذي (٣٤٣٣) عن أبي هريرة، به، وقال الترمذي: «حسن صحيح غريب».
(٢) في " سننه " (٤٣٨٠).
وأخرجه: أحمد ٥/ ٢٩٣، والدارمي (٢٣٠٨)، وابن ماجه (٢٥٩٧)، والنسائي ٨/ ٦٧، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " ٢/ ٩٧، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.
(٣) في " صحيحه " ٨/ ٨٣ (٦٣٠٦) و ٨/ ٨٨ (٦٣٢٣).
(٤) صحيح البخاري ١/ ٢١١ (٨٣٤)، وصحيح مسلم ٨/ ٧٤ (٢٧٠٥) (٤٨).

<<  <   >  >>