للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي " الترمذي " (١) مرفوعاً: «يقول الله - عز وجل -: إنَّ عبدي كُلَّ عبدي الذي يذكرني وهو مُلاقٍ قِرنَهُ (٢)».

وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} (٣) يعني: الصلاة في حال الخوف، ولهذا قال: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} (٤)،

وقال تعالى في ذكر صلاة الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٥)، فأمر بالجمع بين الابتغاء من فضله، وكثرة ذكره.

ولهذا ورد فضلُ الذكر في الأسواق ومواطن الغفلة كما في " المسند "

و" الترمذى " و" سنن ابن ماجه " عن عمرَ مرفوعاً (٦): «مَنْ دخلَ سوقاً يُصاحُ فيه ويُباع، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمدُ يُحيي ويُميت وهو حيّ لا يموتُ بيده الخير وهُو على كلِّ شيءٍ قدير، كتب الله له ألفَ ألفَ حسنة، ومحا عنه ألفَ ألفَ سيئة، ورفع له ألف ألفِ درجة».

وفي حديث آخر: «ذاكِرُ الله في الغافلين كمثلِ المقاتل عن الفارين،

وذاكرُ الله في الغافلين كمثل شجرة خضراء في وسط شجر يابس» (٧).

قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: ما دام قلبُ الرجل يذكر الله، فهو في صلاة، وإنْ كان في السوق وإن حرّك به شفتيه فهو أفضل (٨).


(١) في " الجامع الكبير " (٣٥٨٠)، وإسناده ضعيف لضعف عفير بن معدان، وقال الترمذي: «غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي».
(٢) بكسر القاف وسكون الراء عدوه القارن المكافيء له في الشجاعة والحرب فلا يغفل عن ربه حتى في حال معاينة الهلاك. انظر: تحفة الأحوذي ١٠/ ٤٠.
(٣) النساء: ١٠٣.
(٤) النساء: ١٠٣.
(٥) الجمعة: ١٠.
(٦) أحمد ١/ ٤٧، وابن ماجه (٢٢٣٥)، والترمذي (٣٤٢٩)، وهو حديث ضعيف جداً ضعفه الأئمة وفي إسناده عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير منكر الحدحيث، وانظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (٢٠٠٦) و (٢٠٣٨)، وعلل الدارقطني ٢/ ٤٨.
(٧) أخرجه: ابن عدي في " الكامل " ٦/ ٦٧، وأبو نعيم في " الحلية " ٦/ ١٨١، وهو ضعيف جداً في سنده عمران القصير قال فيه البخاري: «منكر الحديث».
(٨) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٤/ ٢٠٤.

<<  <   >  >>