الوجه الثانى: الابتداء باللام وحدها من غير همزة الوصل. اعتدادا بحركة اللام وإن كانت عارضة فتقول:«لارض». والوجهان صحيحان مقروء بهما، وإن كان الأول أفضل لاستناده إلى الأصل وهو سكون اللام.
فإذا كان فى الكلمة بدل مثل «الآخرة، الأولى، الايمان»، ونظرنا إلى الأصل وهو سكون اللام ولم نعتد بالعارض وهو حركتها فابتدأنا بهمزة الوصل لورش أتينا له بثلاثة أوجه فى البدل: القصر، والتوسط، والمد على أصله فى مد البدل.
وإذا اعتددنا بالعارض وهو حركة اللام، وابتدأنا باللام وحدها فى نحو ما ذكر لورش لم نأت له إلا بالقصر لأننا لما اعتددنا بحركة اللام صارت كأنها أصلية وكأن الكلمة خالية من الهمز. فحينئذ لا يجوز توسط، ولا مد.
ص- وقد رووا عن نافع منقولا ... ردءا وآلآن وعادا الأولى
ش- روى الرواة- وأجلهم قالون، وورش- عن نافع النقل فى «ردءا» بسورة القصص فى قوله تعالى «ردا يصدّقنى»، و «ءآلئن» فى موضعى يونس فى قوله «ءآلئن» وقد كنتم» وقوله «ءآلئن وقد عصيت»، و «عادا الأولى» فى سورة النجم فى قوله تعالى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى فنقل فى «ردءا» حركة الهمزة المفتوحة إلى الدال وحذف الهمزة، فإذا وقف أبدل التنوين ألفا [«هكذا «ردا»]، ونقل فى «عادا الأولى» حركة الهمزة المضمومة إلى اللام، وأسقط الهمزة، وأدغم تنوين «عادا» فى لام «الأولى».
ولم أنبه فى النظم على الإدغام لأنه معلوم من قواعد التجويد. ونقل فى «ءآلئن» حركة الهمزة المفتوحة إلى اللام، وحذف الهمزة. وقد أشبعت الكلام على هذه الكلمة:، وبينت ما فيها من الأوجه وصلا، ووقفا لكل من قالون وورش فى باب المد والقصر فارجع إليه.
وقد جاء ورش على أصله فى نقل «ءآلئن وعادا الأولى»، وخالف أصله فى نقل «ردءا»، لأنه لا ينقل فى الكلمة الواحدة كما سبق. وأما قالون فخالف أصله فى الكلمات الثلاث، إذ أن أصله عدم النقل مطلقا.
وأتيت فى النظم بلفظ «ءآلئن» ممدودا على الاستفهام ليعلم أن المراد به خصوص ما فى يونس من الموضعين.