والمراد أن الراء تفخم إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء بشرط أن يكون حرف الاستعلاء معها فى كلمة، فإذا كان حرف الاستعلاء فى كلمة أخرى فلا يمنع ترقيق الراء سواء حال بينه وبين الراء حائل غير الألف نحو «حصرت صدورهم»، أم وقع بعد الراء مباشرة نحو. «الذِّكْرَ صَفْحاً، يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ».
ثم أمرت بترقيق الراء فى «بشرر» فى سورة المرسلات فى قوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ والمراد الأولى؛ لأن الثانية مكسورة فترقق للجميع، وإذا وقف ورش عليها رقق الراء الثانية فيها تبعا لترقيق الأولى.
فوائد [ثلاث]:
الفائدة الأولى: إذا قللت الراء نحو «ذكرى، بشرى، سكارى، يتوارى» رققت بلا خلاف عن ورش.
الفائدة الثانية: إذا وقعت الخاء الساكنة بين الراء، والكسرة اللازمة فلا تمنع ترقيق الراء- لأنها- وإن كانت من حروف الاستعلاء- قد ضعفت بالهمس، والانفتاح، فأجريت مجرى حروف الاستفال، وقد وقعت فى لفظ «إخراج» فترقق الراء فيه حيث نزل فى القرآن الكريم سواء كان مجردا نحو قوله تعالى «غير إخراج». أم مقرونا بهاء الضمير نحو «وهو محرّم عليكموآ إخراجهم»، أو كافه نحو «وظاهروا على إخراجكموا أن تولّوهم».
الفائدة الثالثة: إذا اجتمع بدل مع كلمة من الكلمات الست المخصوصة فى آية كان لورش فيها خمسة أوجه فقط كقوله تعالى «كذكركمو آباءكمو أو اشدّ ذكرا» فإذا قصر البدل كان له الترقيق، والتفخيم فى «ذكرا»، وإذا مد البدل كان له الوجهان المذكوران أيضا، فإذا وسطه لم يكن له فى «ذكرا» إلا التفخيم. فإذا اجتمع معهما ذات ياء كقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ كان له سبعة أوجه. وهى قصر البدل، وفتح ذات الياء، وترقيق «ذكرا»، وتفخيمه. ثم توسط البدل، وتقليل ذات الياء وتفخيم «ذكرا». ثم مد البدل مع الفتح، والتقليل فى ذات الياء، وعلى كل منهما التفخيم، والترقيق فى «ذكرا»، ولله أعلم.