للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

توجهها إلى باب تريد دخوله, فما أهون منعها بصرف عنانها, ومثال من يعالجه بعد استحكامه, مثال من يتركها حتى تدخل الباب وتجاوزه, ثم يأخذ بذنبها يجرها إلى وراء, وما أعظم التفاوت بين الأمرين! ! (١)

حسبك من دهرك هذا القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت (٢)

دخلت خادمة منزل طلحة بن مصرف تقتبس ناراً وطلحة يُصلي, فقالت لها امرأته: مكانك يا فلانة حتى نشوي لأبي محمد هذا القديد على قصبتك يفطر عليها, فلما قضى الصلاة قال: ما صنعت؟ لا أذوقها حتى ترسلي إلى سيدتها تستأذنيها حبسك إياها وشواءك على قصبتها (٣).

وهذا من شدة ورعهم وبعدهم عن أخذ حقوق الغير .. أما في نفقتهم وجودهم فإنهم يضربون أروع الأمثال في ذلك! !

كان الربيع بن خثيم إذا جاءه السائل قال: أطعموه السكر؛ فإن الربيع يحب السكر (٤).

لقد كانت نفقتهم مما يحبون من الأكل .. فيدعون شهوة بطونهم احتساباً للأجر والمثوبة فينفقون ويتصدقون, قال الله تعالى:


(١) مختصر منهاج القاصدين, ص ١٧٧.
(٢) الزهد للبيهقي, ص ١١٧.
(٣) حلية الأولياء ٥/ ١٥.
(٤) الزهد لابن السري ١/ ٣٤٤.

<<  <   >  >>